الوعي المفقود.. أزمة إعلام أم أزمة ثقافة؟!
شتان بين دول كبرى تناطح أمريكا ويعمل لها ترامب ألف حساب، وبين أمة تمتلك مقومات القوة لكنها تفتقر للقدرة على توظيفها للحفاظ على وجودها.. أليس من العار أن تنشغل أمتنا بمواسم الفن أو بممثل يتشبه بالنساء ويرتدى بدلة رقص أو بأزمة مفتعلة تتعلق بصفقة انتقال لاعب اسمه "زيزو" للأهلي؟
هل يليق أن نتعامل بهذا الاستخفاف مع ما يجري من صراع القوى بين أمريكا والصين والذي قطعًا سيؤثر على مصير العالم كله، وما يحدث في غزة من مجازر بحق أبرياء؟!
إيران تسابق الزمن لامتلاك قنبلة نووية وإسرائيل تريد فرملة هذا الحلم كما فعلته سابقًا مع ليبيا والعراق، وأمريكا تتماهى مع العربدة الإسرائيلية بعد أن نصَّبت من نفسها شرطي العالم، بينما يتفرج العرب أو يسعى بعضها عن عمد لإثارة الفتن وتفتيت الدول العربية لحساب المشروع الصهيوني..
بينما يصر الإعلام على تغييب العقل العربي باختلاق أزمات وإغراقنا في تفاهات الأمور، غافلًا عن أولويات وجودية ينبغي توعية الناس بها.. فهل نحسن صناعة الوعي أو إدارة هذا الوعي أم تركناه للسوشيال ميديا التي تكسب كل يوم أرضًا جديدة على حساب الإعلام التقليدي، فربما تجد صناع محتوى لهم من الجمهور والمشاهدات ما يفوق مشاهدات وقراءات القنوات والبرامج والمواقع والصحف كافة؟!
والسؤال: كيف ندير وعينا وننظم أولوياتنا؟! ليس عيبًا أن نهتم بالرياضة لاسيما بالساحرة المستديرة صانعة السعادة في كل مكان، فالمواطن يحتاج لحظات ترفيه للتخفف من ضغوط الحياة وما أكثرها وأصعبها.. لكن الغلط أن تصير تلك الرفاهيات هى أولويتنا الوحيدة، ونفصل أنفسنا عن الواقع المؤلم حولنا..
وهل ما نراه عندنا من عك كروي يخلو من المتعة الحقيقية يمكن أن يُقارن بما نراه في الدوريات الأوروبية القائمة على الاحتراف والموضوعية والعدالة والشفافية.. هل رأينا هناك انتقالات عشوائية أو إقدام مجلس إدارة فريق على خطف لاعب من فريقه المنافس أو خصمه اللدود على غرة ودون معايير أو شروط واضحة وشفافة؟
وهل سمعنا بشيء من ذلك في الدوري الإنجليزي مثلًا الذي تجد كل شيء معلنًا بجدول زمني محدد مسبقًا، سواء جدول المباريات أو انتقالات اللاعبين، فرغم تعدد الارتباطات لكنك تجد هذا النادي -أي نادٍ- يلعب في دوري الأبطال مثلًا وبعدها بيومين يلعب مبارياته في الدوري الإنجليزي أو حتى السعودي دون تأجيل كما يحدث عندنا بسطوة ونفوذ الأندية الكبرى، مما يتسبب في تشويه البطولة والتشكيك في نزاهتها؟
هل نرى هناك اعتراضات وتشكيك في نزاهة وقدرات قضاة الملاعب وانسحابات أندية كبرى من مباريات مصيرية إذا لم تسر الأمور على هواها؟!
الأخطر أن يسعى الإعلام -قاصدًا أو غافلًا- لتضخيم تفاهة ليواري بها جراح أمة تبكي ما يحدث غزة، أو تترقب ما يجري حولها من تحولات ضخمة من شأنها تحديد شكل الاقتصاد العالمي الذي سنتأثر به جميعًا مباشرة ودون استثناء.
هل العيب في المنظومة الرياضية برمتها أم في رابطة الأندية أم ثقافة اللاعبين ورؤساء الأندية أم في تصدر المشهد الإعلامي وجوه غير مؤهلة لإدارة هذا المشهد الذي يسير من سيئ لأسوأ؟ ولماذا ينخرط هذا الإعلام في سفاسف الأمور ليشعل نار التعصب بين المشجعين بينما يغفل النجوم الحقيقيين من العلماء والمفكرين الذين بهم ترتقي الأمم وتنهض الشعوب.. وكيف تنهض الشعوب في ظل غياب القدوة الحقيقية القادرة على استنهاض الهمم وابتعاث الإرادة من غياهب الغفلة والإغراق في السطحية والتفاهة؟!
نرجو أن تسارع الجهات المسئولة عن الرياضة بتحديد مدد رئاسة الأندية بحيث لا تتجاوز مدتين لا تتجاوز إحداها 4 سنوات حتى لا تتشكل مراكز القوى والأباطرة الذين يتحكمون في المشهد دون رقيب ولا حسيب؟!
نرجو أن تكون الرياضة نموذجًا ملهما لتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص والشفافية وتعليم النظام والالتزام والأخلاق حتى تظل كما في كل الدنيا صانعة للسعادة والفرحة والمتعة؛ فالساحرة المستديرة يمكنها أن تصبح مشروعًا قوميًّا يلتف حوله الجميع.
كرة القدم ليست صانعة السعادة للشعوب فحسب بل صارت قبلة للاستثمارات تحقق عوائد ضخمة بمليارات الدولارات، يعود نفعها على اللاعبين والأندية والاتحادات والشركات الراعية والدول المضيفة للبطولات على السواء بما يجعل الساحرة المستديرة صناعة ثقيلة وبيزنس.. إنها حقًا أفيون الشعوب فلا تجعلوها أداة لتغييب الشعوب وإغراقها في التعصب والسطحية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا