"ليلة قدر" الصحافة المصرية!
احتفلت مصر أمس بليلة القدر؛ وهى ليلة لو تعلمون عظيمة القدر، فهى خير من ألف شهر في ثوابها عند الله تعالى.. ولهذه الليلة مكانة عظيمة في تراثنا، وعندما يحظى شخص بحظ مفاجئ أو تأتيه فرصة كبيرة غير متوقعة، كأن أبواب الرزق أو النجاح قد فُتحت له بشكل غير عادي يقولون "طاقة القدر انفتحت له".
وهذا القول أو المثل يعود إلى المعتقدات الشعبية حول ليلة القدر، وهي ليلة مباركة في الإسلام يُقال إن أبواب الرحمة والرزق تُفتح فيها. أما تعبير "طاقة القدر" فيرتبط بفكرة الطاقة أو الفتحة الصغيرة في الجدار، حيث كان يُعتقد أن الملائكة تنزل من السماء في هذه الليلة وتفتح "طاقة" (فتحة صغيرة) ينزل منها الخير والبركة على من يستحق.
وقد يكون المثل مستوحى أيضًا من قصص قديمة حول أشخاص وجدوا كنوزًا أو مكاسب ضخمة عندما انفتحت لهم فجأة "طاقة" مخبأة في الجدران أو الأرض، وهي فكرة متكررة في الحكايات الشعبية والتراثية.
ولعل مثل هذه الخلفية التراثية قد أوحت للكاتب الصحفي الراحل مصطفى أمين لابتكار "ليلة القدر" في الصحافة المصرية، كمبادرة إنسانية لمساعدة المحتاجين، وهى فكرة جديدة أسهمت في تقوية الارتباط بين الصحيفة والمجتمع، وقد تحولت إلى تقليد إنساني وإعلامي امتد لعقود..
إذ قمت أنا شخصيًا بإحيائها في جريدة الجمهورية بعنوان آخر وهو "الفرحة والأمل" الذي كان بابًا صحفيًا وحلقة وصل بين من يحتاج للمساعدة من الحالات الإنسانية وبين صناع الخير الذين يتدفق عطاؤهم لإسعاد المحتاجين.
بدأ مصطفى أمين فكرة "ليلة القدر" خلال عمله في جريدة أخبار اليوم في خمسينيات القرن العشرين، وكان الهدف منها تقديم مساعدات مادية وعينية للمحتاجين في ليلة القدر خلال شهر رمضان. الفكرة انطلقت من إيمانه العميق بالدور الاجتماعي للصحافة، حيث أراد أن تكون الصحيفة ليست فقط أداة لنقل الأخبار، بل أيضًا جسرًا بين القادرين والمحرومين في المجتمع.
هذا التقليد المتميز يتجسد في نشر قصص عن حالات إنسانية تحتاج للعون من الفقراء وحتى طلبة الجامعات، مما يحفز القراء على التبرع، وفي كثير من الأحيان كانت المساهمات تأتي من شخصيات عامة ورجال أعمال، بل وأحيانًا من قراء عاديين. مع مرور الوقت، تحولت "ليلة القدر" إلى حدث سنوي يتكرر كل عام، واتسعت دائرته لتشمل مساعدات طبية، وإعانات مالية، وحتى مشاريع خيرية طويلة الأمد.
ورغم ما تعرض له مصطفى أمين في الستينيات من السجن بتهمة التخابر لصالح السي آي إيه، وهو الأمر الذي انتهى بعفو صحي رئاسي من الزعيم الراحل أنور السادات، فلم تتوقف مبادرته، بل استمرت بعد خروجه من السجن، وامتدت إلى الصحف المصرية الأخرى، التي بدأت تنقل هذه التجربة، سواء في رمضان أو في مناسبات أخرى مثل عيد الأضحى وبداية العام الدراسي.
كما ساهمت "ليلة القدر" في ظهور توجهات مشابهة، مثل حملات جمع التبرعات لمرضى السرطان أو دعم المشروعات الصغيرة.. ليتنا نحيي هذه الفكرة لتجديد شباب الصحافة وتوثيق صلاتها بالقراء والمجتمع، فالصحافة ليست مجرد مهنة لتداول الخبر أو التحقيق والمقال وغيرها من فنون التحرير الصحفي لكنها فوق ذلك رسالة تنوير وتثقيف وكشف للقصور والفساد ومد يد العون لكل محتاج.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا