أفكار خارج الصندوق!
قبل أكثر من عام كتبت في هذا المكان متسائلًا: ماذا يمنع الاستماع للدكتور محمد فتحي سالم، أستاذ الزراعة الحيوية بجامعة السادات والأخذ بما يقول إذا كان كلامه علميًا وعن تجربة.. ألسنا أولى بكل دولار ننفقه على استيراد سلع يمكن إنتاجها محليًا؟
لكن أحدًا من وزارة الزراعة لم يحرك ساكنًا لا بالرد ولا بالنظر والشروع في تنفيذ ما يقوله الرجل وما يطرحه من أفكار أراها عملية وقابلة للتنفيذ وحل جزء من مشكلاتنا المزمنة!
ومنذ أيام طالعت أفكارًا أخرى طرحها الدكتور سالم على صفحته على فيس بوك؛ إذ يقدم تصورات عملية يمكنها -كما يقول- أن تسهم في بناء مصر وتوفير العملة الصعبة بزراعة الأشجار علي مياه الصرف الصحي غير المعالجة وخاصة في محافظات صعيد مصر..
ذلك أننا نستورد سنويا أخشاب لصناعة الأثاث تقدر بنحو 3.8 مليار دولار سنويا، وأن ثمة حلًا سهلًا يكمن في غرس شتلات أشجار الباولونيا Paulownia tomentosa في أطراف المدن وفي الغابات الشجرية في كل محافظة وفي خلال 3 سنوات سيصبح لدينا فائض من الخشب والأعلاف والعسل، بدلا من أشجار الفيكس عديمة الجدوى التى تزرع حاليًا.
سالم أفاض في بسط مزايا شجرة الباولونيا ؛ فهى الأسرع نموًا في العالم حيث يصل ارتفاعها في السنة الأولى الى 4 مترات وقد تتجاوز هذا الارتفاع في حال الخدمة الجيدة وتوفر الشمس، ويمكنها أن تنمو حتى في درجة حرارة 50°.
أما عن نوعية الخشب التي تنتجها تلك الشجرة فهى جيدة؛ إذ للثني والحريق والرطوبة مما يجعلها المفضلة في صناعة الأثاث والبيوت، وتحتوى أوراقها على بروتين بنسبة 18% يمكن توظيفه كعلف للماشية، اعتمادًا مياه الصرف الصحي.
ومن مزايا شجرة الباولونيا احتواؤها على أزهار جميلة يمكن الاستفادة منها في تغذية النحل وفي تزيين الشوارع والمتنزهات اذا تم غرسها لهذا الغرض، وتعتبر من مناجم العسل المميز؛ إذ تحتوى تلك الشجرة على أزهار كثيرة تجعلها مرتعا جيدا للنحل كما يقول الدكتور سالم.
ومثل هذه الشجرة تنتج في عمر ست سنوات ما لا يقل عن نصف متر مكعب خشب في أسوأ الأحوال، وهى يمكن أن تكوّن غابة في ثلاث سنوات مما يجعلها مكانا ترفيهيا وسياحيا، يسهم في عودة الحياة البرية للطبيعة من تجمع للطيور والحيوانات.
ولا تحتاج زراعة شجرة الباولونيا الى خدمة كبيرة ومجهود وتكاليف بالمقارنة مع العائد الكبير منها،
فإذا كنا نستورد الأخشاب من السويد وفنلندا روسيا لصناعة الأثاث فلماذا لا نطبق أفكار الدكتور سالم لحل أزمة الدولار وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأخشاب وزيادة الصادرات؟
ولماذا لا نستفيد بأفكار هذا العالم الذي لا يصدر عن هوى في أفكاره بل عن حيثيات علمية مجرّبة؟ فالرجل سبق أن وضع يده على مواطن الخلل ولم يكتف بذلك بل قدم حلولًا علمية واقعية عن تجربة ناجحة أنتجها فريق بحثي من جامعة المنوفية بالتعاون مع جامعات مصرية أخرى لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، لكنه وبدلًا من أن تكافئه الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة الزراعة جرت محاربته ووضع العراقيل في طريقه كما قال.
ألسنا في حاجة لتشجيع كل فكرة يمكنها أن تخرج مصر من أزمتها الاقتصادية؟! فمصر كما قال الدكتور سالم تستورد 62% من غذائها، وتعاني أزمة كبيرة في الذرة الصفراء والفول الصويا، حتى أن سعر الدواجن تخطت المائة جنيه اليوم وهو الأعلى في التاريخ، وما ذلك إلا لأننا نعتمد بالأساس على استيراد القمح والأعلاف كما نستور 97% من زيوت الأكل.
المدهش أن الدكتور سالم وضع روشتة من خلال طرق جديدة في الزراعة على أساس علمي، من خلال فكر متطور لتحالف من 4 جامعات لتعظيم المنتجات الزراعية، مؤكد أن مصر تمتلك أرضًا خصبة هي الأعلى والأكثر من بين الدول، منوهًا على أن مصر لا تمتلك خريطة سمادية والبرنامج السمادي ثابت وغير مجدٍ..
وليس هناك ابتكار للحفاظ على الأراضي الزراعية، وهناك خطط لزيادة الانتاجية للمحاصيل الزراعية لكنها غير معممة على الدولة بأكملها، وتم رفع إنتاجية المحاصيل لـ3 أضعاف الانتاج من خلال فكر زراعي متطور بزراعة حديثة وسماد مختلف، كما أنه تم تقديم مشروعات علمية لوزارة الزراعة، إلا أن الفريق العلمي التابع له يتم محاربته من قبل الوزارة..
لماذا يا وزير الزراعة لا تستمع لهذا العالم الذي يقدم ما يشبه خارطة طريق لنهضة زراعية؛ لاسيما وقد قام هذا العالم وفريقه العلمى فى جامعة المنوفية بتحقيق طفرة فى إنتاجية الأعلاف الخضراء بشهادة عدة لجان من وزارة الزراعة إبان عهد الدكتور أيمن أبوحديد.. فلماذا لا نستفيد بهذه الأفكار الخلاقة؟!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا