رئيس التحرير
عصام كامل

وسرق يوسف إدريس جمهور نزار قباني!

منذ عام 1985 وأنا أتابع فاعليات معرض القاهرة الدولى للكتاب بكواليسه وفاعلياته وتفاصيله، ومع آلاف الحكايات تعلق بالذاكرة حكايات وأحداث لا تمحوها أحداث المتتالية مهما كثرت.. من هذه الحكايات ما حدث ذات ليلة فى فاعليات المعرض..

حيث استضافت قاعة الندوات ندوتين لقامتين من قامات الأدب العربى فى ليلة واحدة.. يوسف إدريس ونزار قباني ورغم أن الندوتين كانتا متتابعتين، لكن شغلنى كيف سيتعامل العملاقان مع بعضهما، وردود أفعال الجمهور معهما ومن سيحصل على النصيب الأكبر..

وكان الجمع الغفير في بعض الندوات يستلزم نصب شاشات عرض خارج قاعة الندوات التى لم تكن تستوعب الجماهير الغفيرة مثل لقاءات محمد حسنين هيكل وعبد الرحمن الأبنودى ومحمود درويش وسميح القاسم.

المهم في هذه الليلة أبدع يوسف إدريس، ونالت كلماته القاسية الجميع، وتبع ذلك تصفيقات الجمهور وكأنه نجم سينما، وكانت له كاريزما كبيرة تأسر القلوب.. المهم أستغرق اللقاء أكثر من ساعتين وكلما حاول الدكتور سمير سرحان إنهاء اللقاء كان يوسف إدريس وبحركات خطف الكاميرا والشو المسرحى والأفيهات والجمل والكلمات الساخنة يطيل اللقاء..

 

كنت أراقب الموقف من جانب القاعة في كرسي يتيح لى مراقبة القاعة كلها، وبخبث أدركت المغزى، فبعده الأمسية الشعرية لنزار قباني، وبدأ يتوافد محبو نزار ويوسف إدريس يريد سرقة جمهور نزار.. المهم بعد تصفيقات وهتافات الإعجاب وبحركة مسرحية قال يوسف إدريس كفاية كده حتى تستمتعوا بنزار قباني، وهنا هاجت القاعة إعجابا بقول يوسف إدريس.


المهم انتهت الندوة وبدأ يوسف إدريس يجمع حصاد الإعجاب ودخل إلى الاستراحة الملحقة بالقاعة لكبار الزوار، وكان أهم ما يشغلنى ويشدني كيف سيلتقى يوسف إدريس مع نزار، وفررت من مكانى لأسبق إدريس فى الدخول كى أطبع في الذاكرة هذا المشهد في الكواليس، وكم كانت وما زالت تشدنى الكواليس فهى تفسر الكثير مما يحدث على المسرح المكشوف للجميع.. 

دخل يوسف إدريس بذاته المتضخمة كالديك الرومى المنفوش ريشه، تنتفخ عروقه على نزار ليستقبله قباني بابتسامة المنافس الواثق من جماهيريته الطاغية المتأكد أنه الفائز فيها، وقال لإدريس: تابعتك من هنا واستمتعت بحديثك وتحليلاتك. فرد عليه إدريس: أزيك يا نزار وأنا جئت اليوم علشان أسمعك!
 

المهم احتشدت القاعة بالجمهور الوافد من أجل نزار وفي نفس الوقت مازال جمهور يوسف إدريس لم يغادر مكانه، ولم يبق في القاعة مكان لخرم إبرة كما يقولون، ودخل سمير سرحان ليستعجل نزار بعد أن حجز له مساعدوه كرسى بالعافية في الصف الأول واقتنصوه بالعافية من كبار الضيوف والسفراء والفنانين.. 

 

المهم دخل نزار قباني عاشق القلوب ومحطم قلوب العذارى ووقف أكثر من 3 دقائق ليرد على تصفيق الجمهور الحاد.. طبعا وأنا في جانب القاعة أتابع هذا الهدير سألت نفسي: لا يعقل بنرجسية يوسف إدريس أن يحضر هذا اللقاء ردا على عدم حضور نزار له علنا فى القاعة؟! المهم بدأ نزار قباني يلقى أشعاره والقاعة ترمى فيها الابرة ترن.. 

 

فجأة قطع الصمت موجات من التصفيق المتصاعد بظهور يوسف إدريس على المنصة من خلف نزار وهو يتسلل داخلا من باب الاستراحة الملحقة بالمنصة قائلا: أنا مش عايز أقطع عليك الشعر.. وبدأ يوسف إدريس يحصد التصفيق الحاد من جديد سارقا الكاميرا من نزار قباني بلغة أهل السينما..

 

ولم يكتف إدريس بالتصفيق المستمر لأكثر من دقيقتين وتوقف نزار طبعا ناظرا لإدريس بابتسامة ذات مغزى بأنه سرق منه الجمهور، ولم يكتف إدريس بذلك حتى قام بحركة مسرحية أكبر بمحاولة الجلوس على أرض المنصة قائلا: أنا أقعد على الأرض علشان أسمعك يا نزار.. 

 

وهنا قام الكثير من الجالسين في الصف الأول ليعزموا على يوسف إدريس ليجلس مكانهم وأضطر سمير سرحان للتنازل عن كرسيه الذى حصل عليه بشق الأنفس ليوسف إدريس وسط موج هادر من التصفيق مرة أخرى لتواضع إدريس بمحاولة الجلوس على الأرض لسماع نزار.. 


وهكذا سرق يوسف إدريس الكاميرا واستولى على الشو أكثر من مرة من نزار.. نظرت إلى وجه إدريس الذى سرقنى أنا الأخر فى بابتسامته الطفولية البريئة!
yousrielsaid@yahoo.com

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية