تحية للشرطة المصرية
.. واذكروا مصطفى رفعت الشاب الذى تحدى المحتل!
في وثائقى على القناة الأولى منذ سنوات، سئل أحد الضباط الذين كانوا ضمن قوات الاحتلال الإنجليزى التى هاجمت نقطة الشرطة المصرية بسبعة آلاف جندى ودبابات.. الخ، ولم يكن الجنود المصرية يحملون سوى البنادق البسيطة، عن شعوره وهم يقتلون المصريين؟ أجاب بكل وقاحة: كان لابد من قتل الإرهابيين!
تخيلوا هو المحتل ومغتصب الأرض وما عليها ويقتل أصحاب الأرض بعد اتهامهم بالإرهاب! لا غرابة فالاستعمار هو الاستعمار، لا فرق بين الإنجليز عندما حرقوا ودمروا وقتلوا المصريين، أو الفرنسييين وهو بالضبط ما فعله الكيان الصهيونى من قتل وحرق وتدمير لكل مدن القناة الثلاثة بعد حرب يونية 67..
ولكن لماذا نحتفل بعيد الشرطة في 25 يناير من كل عام؟ الحقيقة إنه يوم سجله التاريخ بدماء شهداء مصر الأبطال من رجال الشرطة المصرية الذين حاربوا الاستعمار الإنجليزى، واجهوا العدو المستعمر بصدورهم ورفضوا الاستسلام، بعد إلغاء معاهدة 36 التى كانت تعطى الحق بسيطرة المحتل الإنجليزى على قناة السويس..
وصلت قمة التوتر بين مصر وبريطانيا إلى حد تزايد الأنشطة الفدائية ضد معسكراتهم وجنودهم وضباطهم في منطقة القناة، فقد كانت الخسائر البريطانية نتيجة العمليات الفدائية فادحة، بالإضافة إلى انسحاب العمال المصريين من العمل في معسكرات الإنجليز (وصل العمال فى معسكرات الإنجليز إلى أكثر من تسعين ألفا)، مما أدى إلى وضع القوات البريطانية في منطقة القناة في حرج شديد..
كما توقف المتعهدون عن توريد الخضراوات واللحوم والمستلزمات الأخرى الضرورية لإعاشة ثمانين ألف جندي وضابط بريطاني، فقرر المحتل القيام بعملية إرهابية تعتبر من أهم الأحداث التى أدت إلى غضب الشعب وبالتبكير بالثورة في مصر..
ففي صباح يوم الجمعة 25 يناير 1952 استدعى القائد البريطاني بمنطقة القناة -البريجادير أكسهام- ضابط الاتصال المصري، وسلمه إنذارًا بأن تسلم قوات البوليس "الشرطة" المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وتجلو عن دار المحافظة والثكنات، وترحل عن منطقة القناة كلها. والانسحاب إلى القاهرة بدعوى أنها مركز إختفاء الفدائيين المصريين المكافحين ضد قواته فى منطقة القنال..
رفضت المحافظة الإنذار البريطاني وأبلغته إلى وزير الداخلية فؤاد سراج الدين باشا، وقبل غروب شمس ذلك اليوم حاصر مبنى المحافظة في الإسماعيلية، سبعة آلاف جندي بريطاني مزودين بالأسلحة، تدعمهم دباباتهم السنتوريون الثقيلة وعرباتهم المصفحة ومدافع الميدان، بينما كان عدد الجنود المصريين المحاصرين لا يزيد على ثمانمائة في الثكنات وثمانين في المحافظة، لا يحملون غير البنادق..
وتملكت الدهشة القائد البريطاني المتعجرف حينما جاءه الرد على طلبه بالاستسلام، من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية وهو النقيب مصطفى رفعت فقد صرخ في وجهه في شجاعة وثبات: لن تتسلموا منا إلا جثثًا هامدة!
قاوم الجنود المصريون واستمروا يقاومون ببسالة وشجاعة فائقة ودارت معركة غير متكافئة سقط منهم خلالها 50 شهيدًا و80 جريحا، وهم جميع أفراد جنود وضباط قوة الشرطة، وأصيب نحو سبعون آخرون، هذا بخلاف عدد آخر من المدنيين وأسر من بقي منهم، وظلوا فى السجن حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952، كما أمر المحتل الإنجليزى بتدمير حرق بعض القرى حول الإسماعيلية كان يعتقد أنها مركز اختفاء الفدائيين.
وانطلقت المظاهرات تشق شوارع القاهرة التي امتلأت بالجماهير الغاضبة، واشترك جنود الشرطة مع طلاب الجامعة في مظاهراتهم في صباح السبت 26 من يناير 1952، وينادون بحمل السلاح ومحاربة الإنجليز، وكانت معركة الإسماعيلية الشرارة لنار تشتعل وتغير مجرى التاريخ..
قال اللواء محمد نجيب في ذكرى هذه الحادثة: أبنائي وإخوانى ضباط وجنود البوليس.. إننا نحتفل اليوم بذكرى شهدائنا الأبطال.. الذين سجلوا لمصر مجدا وعظمة وفخرا وقد سبقهم غيرهم من الشهداء في فلسطين وفي غيرها من الميادين.. إنهم جميعا كانوا الطليعة لحركتنا المباركة.
أما الزعيم جمال عبد الناصر فقال: إننا كنا نراقب دائما أيام القتال كيف كان يكافح رجال البوليس العزل من السلاح رجال الإمبراطورية البريطانية المسلحين بأقوى الأسلحة، وكيف صمدوا ودافعوا عن شرفهم وشرف الوطن، كنا نراقب كل هذا وكنا نحس في نفس الوقت أن الوطن الذى يوجد فيه هذا الفداء وتوجد فيه هذه التضحية لابد أن يمضى قدما إلى الأمام.. لابد أن ينتصر..
لقد راقبنا معركة الإسماعيلية وكنا نتلظى في الجيش، كنا نريد أن نفعل شيئا ولكننا في تلك الأيام لم يكن لنا حيلة، ولكن كان هذا يدفعنا إلى الأمام وذلك بدفاعهم واستشهادهم في الإسماعيلية..
أما الرئيس أنور السادات فقد قال: كانت حوادث القتال تتفاقم يوما بعد يوم وكان شباب مصر يقوم بأعمال عظيمة وهو أعزل من كل سلاح إلا وطنيته وإيمانه.. وكان رجال البوليس يتحملون العبء الأكبر من أعباء الجهاد ضد جيش كبير كامل التسليح.
في مثل هذه الأيام من كل عام يحتفل شعبنا الوفى بأحد أعياده الوطنية التى يعتز بها كل مواطن ينتمى إلى هذا البلد الأمين.. لقد جسدت الشرطة على مر السنين القيم الراسخة للشعب المصرى حيث التزمت بالأمانة والإخلاص في تحمل المسئولية مهما كانت تضحياتها.. ووضع حقوق الوطن فوق كل اعتبار، لأن مصر الكنانة هى الغاية والأمل وهى مهد الحضارة التى خصها الله بالذكر فى كتابه الحكيم.
باختصار شديد هذه بعض من سطور الوطنية التى سجلها أبناء مصر الأبطال وهم يرتدون زى الشرطة، تحية لكل الشهداء الذين ضحوا من أجل تراب مصر.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا