رئيس التحرير
عصام كامل

شارع المعز أعظم شارع به آثار إسلامية.. ولكن!

يتردد أن مصر بها ثلث آثار العالم، فماذا فعلنا نحن من أجل استثمار هذه الكنوز التى تنفرد بها، عن كل الدول العالم، والتى يأتى العالم من أجل مشاهدتها، ويتعرف على عبقرية الأجداد، وسبق أن أشرنا إلي أن مسجد الحمراء في أسبانيا كان يستقبل إتنين مليون سائح في العام وذلك منذ أكثرمن خمسة عشر سنة مضت، ولا نعرف الآن ما هو الرقم في ظل التنامى الطبيعى للسياحة الاسبانية.. 

 

ونذكر هنا مقولة للدكتور حسام عيسى أستاذ القانون الدولى والوزير الأسبق، أن أقل أنواع السياحة هى سياحة الشواطىء -شرم الشيخ– لآن السائح لا يتحرك إلا في إطار الشاطىء وبالتالى يقل الهدف من السياحة!

 

في ندوة رائعة تحدث عالم الآثار الدكتور عادل غنيم عن شارع المعز فقط، والذى اعتبره أعظم شارع يضم آثار اسلامية، شارع بمثابة تاريخ متكامل يعبر عن عظمة مصر وتاريخها العظيم، الشارع يتضمن من العصور الفاطمية، الأيوبية، المملوكية، العثمانية، الأسرة العلوية.. 

حيث يتضمن جوامع، مدارس، أسبلة، كتاتيب، فمنطقة المعز الذى تم إقامة فى وسطه شارع الأزهر في عام 1930 في عهد الملك فؤاد، وبالتالى يعتبر شارع المعز من أهم شوارع العالم التراثية، وقد أطلق عليه إسم المعز في عام 1937 في عهد الملك فاروق، الذى يتضمن 36 آثر، وهذا الرقم في شارع واحد لا يوجد إلا في مصر وفي شارع المعز.

 

وفي هذا اللقاء دق جرس الإنذار لآن الترميم الذى يتم يكون خطأ، وبالتالى يكون الآثر معرض للخطر، والذى لا يعلمه البعض أن هذه الآثار يمكن أن تجلب لمصر في العام ما يقرب من سبعة أو ثمانية ملايين من الدولارات، وهذا أمر في منتهى الأهمية لمصر والاقتصاد المصرى.

 

الحقيقة بزيارة إلى هذه المنطقة، سيصاب المرء بالاحباط من الإهمال الذى اصابها، فإذا كانت أسبانيا من خلال مسجد الحمراء استطاعت أن تجذب ما يقرب من اتنين مليون سائح، فكم سائح يمكن جذبهم إلى أهم شارع في العالم يضم آثار اسلامية وصل عددها إلى 37 آثر، وهذا غير متوفر إلا في مصر.

 

متى نستطيع أن نجعل من السياحة أحد أهم مصادرالدخل للاقتصاد المصرى؟ مصر بمثابة متحف مفتوح من أقصاها إلى أقصاها، أذكر أن رائد الكتابة للأطفال الراحل عبدالتواب يوسف عندما كان في زيارة لإبنته في الولايات المتحدة الامريكية، في بداية الثمانينات، وزار أسرة أمريكية، وبحكم كتابته للأطفال، خلق حوارا مع طفل هذه الأسرة، فاذا بالطفل يصحب الأستاذ عبدالتواب يوسف إلى حجرته عندما عرف أنه من مصر بلد الاهرامات، وإذا بالطفل يفاجى الأستاذ عبد التواب يوسف باخراج موسوعة عن الآثار المصرية ويحدثه عنها.. 

 

 

أشكر جمعية محبى الفنون الجميلة لإهتمامها بالقضايا المرتبطة بدعم الثقافة والآثار.. فالعالم متشوق لزيارة مصر ومشاهدة آثارها الفرعونية والمسيحية والاسلامية، ونحن نملك أعظم آثار في العالم من تنوع فريد، ولكن للأسف نحن عاجزين عن التسويق لها والاستفادة منها الاستفادة المثلي.

الجريدة الرسمية