رئيس التحرير
عصام كامل

الله لا يعود أيام يناير!

هل يمكن لمنصف أن يجادل في أن مصر الموضع والموقع كُتب عليها أن تكون رمانة ميزان الشرق؛ فإن استقرت وازدهرت نام الشرق بل والعالم ملء جفونه، وإن أصابها لا قدر الله مكروه ضاع استقرار الشرق وتهدد الأمن في المنطقة وفي العالم دون مبالغة؟!


ارجعوا للتاريخ لاستخلاص العبر والدروس إن أردتم دليلًا على صدق قولي.. فمثلًا أحداث يناير 2011 فجرت كوارث وتركت عواقب وخيمة وزلزالية على حاضرنا ومستقبلنا في مصر، التي تأثرت سلبًا ليس في النواحي الاقتصادية فحسب بل امتدت الآثار لتطال الجوانب الاجتماعية وحتى الاخلاقية التي كانت أشد المتضررين مما جرى.. 

 

ثمة انحرافات أخلاقية وسلوكية ضربت مجتمعاتنا بعنف فاهتزت لها منظومة القيم؛ وقد شهدنا كيف علت لغة السباب في الشارع وعلى الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي، وتحت ستار التغيير والثورة على الفساد جرى التطاول والتشكيك في كل شيء، وهي دعاوى تهاوت بسببها قيم اجتماعية وتعرض المجتمع بفضلها لنكبة أخلاق وفقدان ثقة.. 

 

كما جرت تصفية الحسابات والنهش في الرموز وانتهاك الخصوصيات، ومحاولات هدم الدولة وافتعال معارك وهمية حول الهوية لم تشهد لها مصر مثيلًا على مدى تاريخها الضارب في العراقة والقدم.


ترى.. هل كان الشرق بمعزل عما جرى في مصر من فوضى بعد أحداث يناير 2011؟! أليس كل ما تعانيه أمتنا اليوم من اهتزاز واضطراب هو رد فعل طبيعي لما أصاب مصر؟!
 

لقد غرقنا في معارك وهمية بعد يناير2011 وحتى اليوم ولم يكن لها من أهداف سوى هدم أركان الدولة وأعمدتها الأساسية من جيش وشرطة وإعلام وقضاء، تمهيدًا لإحلال نظام جديد على غرار الحرس الثوري الإيراني النموذج الذي حاول قادة الإخوان استلهامه ومحاكاته ليكون لهم جيشهم وميليشياتهم الخاصة التي تدين لهم بالولاء والطاعة وتأتمر بأوامرهم..

ولولا ثورة 30 يونيو ما توقفت مآسي ما بعد يناير وما انكشفت مؤامرات ومحاولات استهداف الدولة التي تصدى لها الشعب والجيش بكل قوة!


ولا ينكر منصفٌ أن منطقتنا دخلت اليوم منعطفًا خطيرًا يجعل الحفاظ على الدولة بكل مؤسساتها الوطنية فريضة تتضاءل دونها الغايات.. فشتان بين الأمان والخوف.. بين الضبابية ووضوح الرؤية.. ورغم ما قد يشعر به المواطن من صعوبات في العيش فإن الحفاظ على الأوطان يعلو ما سواه، فمصر أبقى من الجميع ولن يحفظ لها وحدتها واستقرارها إلا المخلصون من أبنائها الذين لا وطن لهم إلا هذا البلد الذي جعل الله أهله في رباط إلى يوم الدين.


وليسأل كل منا نفسه: ألا تشعر بقلق عميق إزاء ما يحدث حولنا في غزة والسودان وليبيا ولبنان وغيرها من بلاد العرب التي صارت في مهب الريح بفضل ما عرف بثورات الربيع العربي التي كانت وبالًا عليهم، وفتحت عليهم أبوب جهنم.. 

 

وظني أن مراكز استطلاع الرأي لو جابت الشوارع والحواري والأزقة لتسأل المواطن البسيط: ما رأيك فيما قيل إنه ثورة يناير.. لجاءت الإجابات صفعة على وجه من هندسوا مشهد يناير وتآمروا على بلادنا التي خسرت الكثير والكثير وتحتاج لسنوات وسنوات من العمل الجاد والمتواصل كي تعوض ما خسرته؟!


ورغم كل ما تحقق من استقرار في مصر فلا تزال هناك معارك علينا أن نخوضها بضمير وطني، معارك التنمية ومجابهة الزيادة السكانية والفقر والتخلف والأمية والإهمال والفساد.. وبالتوازي معها تخوض الدولة معارك أخرى لإعداد القوة تدريبًا متواصلا وتحديثًا لا يتوقف للتسليح والعتاد ردعًا لمطامع الطامعين، وتحسبًا لأي عدوان محتمل ودرءًا لأي مخاطر قد تداهم بلادنا.. 

وما أكثر الأخطار المحدقة بنا من كل الاتجاهات الاستراتيجية؛ الأمر الذي يضاعف مسئولية كل واحد فينا لينهض بدوره في حماية بلده والحفاظ على مستقبله ومستقبل أولاده.


وعي شعبنا وإرادته الصلبة وقدرته على تحمل أعباء الإصلاح وعبور الأزمات ومواجهة حروب الجيلين الرابع والخامس بصلابة واقتدار ينبغى أن يكون الرهان الحقيقي، وأن يواصل الإعلام دوره في إيقاظ الهمم وتحصين الوطن بالوعي الحقيقي في مواجهة كل وعي زائف يستهدف دغدغة المشاعر، وانتهاز ما يعانيه المواطن في حياته اليومية من مصاعب لزعزعة استقرار الدولة واستهداف وحدتها وتماسك جبهتها الداخلية..

 

 

وعلى الحكومة واجبات كبيرة أيضًا، ومطلوب منها أن تضاعف الجهود لرفع منسوب الأمل الذي ينبع من شعور المواطنين بأنهم شركاء في بناء المستقبل، وأن الحكومة تعمل بصدق وشفافية لتحقيق تطلعاتهم؛ وأن يشعر المواطن بتحسن حقيقي في معيشته؛ تحسن يقطع الطريق على المزايدين الذين يتربصون بمصر وشعبها، ولا يفوتون شاردة ولا واردة إلا وانتهزوها لإشعال الاحتقان وتغذية الغضب والفتن!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية