هل نهدم السد العالي؟!
حرصنا -مع تفتح الوعي- في نهاية الثمانينيات علي متابعة جريدة الأهالي.. كانت مع جريدة الشعب قبل تحولاتها التعبير الحقيقي عن الشعب المصري وحاجته إلي العدل الاجتماعي ومحاربة الفساد الذي كانت رائحته -وقد انطلق إلي أقصي سرعته بعد الانفتاح الاقتصادي- تزكم أنوف قارة بأكملها!
هناك.. في الأهالي.. تابعنا مفكرين اقتصاديين كبيرين هما الدكتور إسماعيل صبري عبدالله والدكتور فؤاد مرسي.. وكلاهما عمل وزيرا للتخطيط.. ومعهما أحد أهم كتاب الإستراتيجية أمين هويدي.. وزير حربية ورئيس جهاز المخابرات الأسبق..
ومعهم أحد أهم الأقلام المصرية وقتها وأكثرها رشاقة ومسئولية.. فيليب جلاب.. رئيس تحرير الأهالي الذي تولاها وقتئذ وقد اتسم قلمه بالقوة التي لا تخلو من السخرية.. يصعق خصومه ويضحك خصومهم وقراؤه عليهم في وقت واحد وهي معادلة لم نرها بعده إلا قليلا..
ولكن وقبل منتصف التسعينيات رحل فيليب جلاب فجأة وتوقف مع الرحيل عموده الأشهر دبوس.. وبدأت الأهالي وحزب التجمع يبكيان فقيدهما وأعادا نشر بعض مؤلفاته والإشارة إليها.. ويقع تحت أيدينا كتابه المهم، هل نهدم السد العالي؟ وكان قد أصدره في أواخر السبعينيات وله قصة..
فقد تركت السلطة جماعة الإخوان المجرمة تفعل ما تشاء في الشارع المصري، منحتها مساجد ومنابر ودور نشر ومساحات في الإعلام فضلا عن دور نشر ومجلات (الدعوة والاعتصام) وإصدارات بالجملة من الكتب وأشرطة الكاسيت..
خاضت الجماعة معركتها الثأرية من ثورة يوليو وزعيمها ووجد كتاب السلطة فرصتهم لوضع النقوط هم أيضا والتنافس مع الجماعة في الطعن في الثورة وما قدمته للبلاد.. ولم يسلم السد العالي من الهجوم.. والصقت به كل التهم الممكنة وغير الممكنة..
حتي صرخ عدد كبير من أبناء مصر ضد الحملة المنحطة التي شارك فيها أقلام معروفة -والقائمة طويلة من أنيس منصور إلي مصطفي محمود- توارت كلها خجلا فيما بعد خاصة بعد دفاع السماء عن السد بالجفاف الذي أصاب أفريقيا ثم الجفاف ثم الفيضانات، ونجت مصر مرة من بعد مرة.. نجت كل مرة.. بفعل البناء العظيم..
وصرخ نواب وكتاب غضبا وحزنا.. ونوقش الموضوع برلمانيا ودافع عن السد وزير السد.. أو الري الدكتور عبدالعظيم أبو العطا وآخرين.. لكن جلاب اختار أن يسجل موقفه للتاريخ.. فكان كتابه الذي قطع ألسنة كثيرة.. غلبها شرها.. وهزمها خير السد علي العباد والبلاد!
ومرت الأيام.. ورحل فيليب جلاب.. وكشف شعبنا الإخوان.. وسقطت جماعتهم.. بأكاذيبها قبل تنظيمها وبقي السد العالي بناء للكرامة قبل أن يكون بناء لخليط الأسمنت بالحديد المسلح.. عنوانا لنضال شعب رفض الشروط والإملاءات.. والتف حول قائده واسترد قناته وبني سده.. ويحتفل اليوم بذكري وضع حجر أساس أعظم بناء هندسي وتنموي في العالم في القرن العشرين.. وبالتالي أعظم بناء بشري في العصر الحديث!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا