الميلاد وعطايا بلا حدود
من عظة أبي صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا نوفير أسقف إيبارشية شبين القناطر وتوابعها في قداس عيد الميلاد المجيد، تعلمت عدة أشياء وأردت أن أشاركها معكم، فحينما تشرق شمس الميلاد، تتفتح في القلب أبواب النور، وتعلن السماء أنها لم تبخل على الأرض بعطية أغلى من ابن الله المتجسد. إن ميلاد المسيح ليس حدثًا تاريخيًا فحسب، بل هو رسالة محبة وبداية جديدة لكل من يؤمن.
الفرح السماوي: ماء النفوس العطشى
الميلاد هو إعلان للفرح الذي لا يُشترى، فرح سماوي يختلف عن أفراح العالم الزائلة. إنه سلام يروي عطش النفوس المتعبة، كما يقول الكتاب: "سلامًا أترك لكم، سلامي أعطيكم" (يوحنا 14:27). هذا الفرح ليس حالة مؤقتة، بل هو حالة دائمة يعيشها المؤمن عندما يدرك أن الله معه، يرافقه ويعينه.
الهدايا: رمز المحبة وأداة التعبير
الهدايا في الميلاد ليست مجرد تقليد اجتماعي، بل هي تعبير عن حب ينبع من القلب. وكما قدم المجوس هداياهم للمسيح الطفل، فإن أعظم هدية نقدمها لله اليوم هي محبتنا وعطاؤنا للآخرين. يقول بولس الرسول: "المعطي المسرور يحبه الرب" (2 كورنثوس 9:7). فالهدايا التي تُقدم بقلب محب تصبح وسيلة لتوصيل رسالة السماء على الأرض.
العطاء: قلب الميلاد وجوهره
عندما ننظر إلى التجسد الإلهي، نجد فيه أروع دروس العطاء. يقول النبي أشعياء: "ولكن يعطيكم السيد نفسه آية" (أشعياء 7:14). لقد أعطى الله ذاته للعالم ليصالحه معه، ليكون جسرًا يعبر بنا من الظلام إلى النور. العطاء هنا ليس فقط ماديًا، بل يمتد إلى التضحية والبذل من أجل الآخرين، تمامًا كما فعل المسيح عندما بذل نفسه على الصليب.
النصرة والسلام: عطية الميلاد العظيمة
ميلاد المسيح هو إعلان للنصرة على قوى الشر. عندما وُلد المسيح، تحقق وعد الله: "نسل المرأة يسحق رأس الحية" (تكوين 3:15). هذه النصرة ليست فقط انتصارًا على الشر، بل هي وعد بالسلام الداخلي الذي يعطينا يقينًا بوجود الله في حياتنا. وكما يقول الكتاب: "يولد لنا ولد وتُعطى الرئاسة على كتفه" (أشعياء 9:6)، فإن المسيح يحمل أعباءنا ليمنحنا حياة مليئة بالطمأنينة.
دعوة إلى حياة المحبة والعطاء
في الميلاد، يدعونا الله لنكون رسل محبته وسلامه. العطاء ليس فقط أن نعطي مما لدينا، بل أن نقدم دعمًا نفسيًا ومعنويًا للآخرين. إن أبسط عطايا الحب، كما فعل الرعاة عندما قدموا هداياهم البسيطة للمولود الإلهي، تحمل في طياتها قوة كبيرة لأنها نابعة من الإيمان والفرح الحقيقي.
الميلاد بداية جديدة
عيد الميلاد هو لحظة تأمل في عظمة عطايا الله. إنه دعوة لكل منا لأن نصبح وسيلة للعطاء والمحبة، فنحمل نور الميلاد إلى قلوب الآخرين. وكما يقول الكتاب: "ثمر الروح هو محبة، فرح، سلام" (غلاطية 5: 22). الميلاد هو بداية جديدة لكل مؤمن يعيش هذه القيم، ليصبح رسولًا للفرح الذي ينقل رسالة السماء إلى الأرض.
فلنفرح بعطايا السماء، ولنحمل في قلوبنا رسالة الميلاد، لنجعل من حياتنا شهادة حية على محبة الله وعطاياه العظيمة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا