رئيس التحرير
عصام كامل

عودة الكتاتيب.. للخلف در؟!

كثيرون انتقدوا  مبادرة “عودة الكتاتيب من جديد” التي أعلن عنها الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف.. مبررات الهجوم الجارف الذي تعرضت له المبادرة أن الأطفال صغار السن، لن يستوعبوا فكرة محاربة التطرف التي يستهدفها الوزير عبر الكتاتيب، وأن الكُتَّاب في ذاته رمز لزمن قديم، مات، ومن العسير إحياؤه!

أفكار الإخوان

يقولون إن الكتاتيب كانت هي القناة التي مرت عبرها أفكار حسن البنا، وبنى من خلالها جيلا بكامله، تصدر المشهد بعد ذلك.. الرافضون للمبادرة استحضروا أمام ناظريهم ما كان يفعله الشيخ والعريف، في قصة “الأيام” مع الصبي طه حسين.

هؤلاء، وأرى أنهم يوجهون سهام النقد من أجل المعارضة فقط، لم ينزلوا إلى الشارع، ولم يتجولوا في الريف.. ولم يعرفوا أن الإخوان لم يضيِّعوا وقتا.. فبعد الإطاحة بحكمهم، بعد يونيو 2013، عادوا بسرعة البرق إلى الأسلوب القديم في التخفي، والتوغل داخل المجتمع، بكافة طبقاته، خصوصا في المجتمعات الشعبية، عن طريق إنشاء كتاتيب، منتشرة حاليا، في العديد من الأحياء والشوارع..

وبعضها يتبع وزارة التضامن (كجمعيات)، ومعظمها غير مرخص، ولا يتبع أي جهة رسمية.
في تلك الكتاتيب يتم استقبال الأطفال والصبية في سن المدرسة لحفظ القرآن الكريم، هذا هو الغرض المُعلن.

بذرة التطرف

بعض هذه الكتاتيب يستقبل الأطفال بعد عودتهم من المدرسة، حيث يرغب أولياءُ الأمور في أن يحفظ أبناؤهم بعضا من القرآن، والأحاديث الشريفة، ومعلومات عن تاريخ الإسلام، والسيرة النبوية، ومبادئ الفقه، وتفسير بعض الآيات... إلخ.

الكارثة هنا؛ أن من يلتحق بتلك الكتاتيب أو الحضانات، في عمرٍ غضٍّ، يحفظ التفاسير التي يريدها المتطرفون، ويتعلمون السيرة النبوية على طريقتهم، والفقه كذلك.. وهكذا يغرس الإخوان وغيرهم بذرتهم في الخفاء!

مبادرة أسامة الأزهري جاءت في وقتها تمامًا، وستحقق نتائج تفوق التوقعات.. مثلًا؛ مصر بحاجة ماسة إلى استرداد ريادتها في حفظ القرآن الكريم، واستعادة دولة التلاوة التي بدأ بساطُها ينسحب من تحت أقدام المصريين.. نحن نتطلع إلى ظهور عشرات مثل عبد الباسط والمنشاوي ومصطفى إسماعيل، والحصري، والبنا، وغلوش، وغيرهم.

ولا شكَّ أن من يحفظ قدرًا من القرآن الكريم في صغره، يتفوق لغويا في الكبر.. كثيرا ما تصطكُ أذني، أثناء خطبة الجمعة، بأخطاء فادحة تقع من الإمام، ونادرا ما تمر خطبة دون خطأ فجٍّ، أو غلطة ساذجة تسقط من فم الخطيب، لكن مبادرة الكتاتيب كفيلة بعلاج مثل ذلك الاعوجاج.

 المبادرة العصرية.. ورقابة الأوقاف

فشل ظاهرة الكتاتيب في الماضي، وما شابها من مثالب لا يعني أن المبادرة العصرية ستفشل أيضًا.. فقديما لم تكن هناك رقابةٌ، ولا إشرافٌ، ولا إدارةٌ، ولا تخطيطٌ مسبقٌ، أما اليوم فإن علماء الأوقاف بالتأكيد درسوا الفكرة، وخططوا لها جيدًا، بحيث ستكون هناك منظومةٌ متكاملةٌ، وليس مجرد قرار فرديّ، فوقيّ.

ربما غاظ المنتقدين أن الأزهري قدَّم مبادرته على أنها ضمن المبادرة الرئاسية “بداية جديدة لبناء الإنسان”، فأي شيء يُجسِّد نجاح المبادرات الرئيسية فهو يغيظ الشانئين، ويجعلهم يصفونه بأنه رِدَّة، وعودة للوراء.. وأننا نسير للخلف در!

الكتاتيب الجديدة ستعتمد على استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة، مثل أجهزة الكمبيوتر، والموبايلات، والذكاء الاصطناعي، ووسائل التواصل الاجتماعي... إلخ.

ولا شك أن رقابة الأوقاف على تلك الكتاتيب ستكون عاملا حاسما في انضباط العمل بها، وضمانة لتحقيق أهدافها، مع استبعاد عوامل الفشل، سواء كانت العنصر البشري، أو المادي، أولًا بأول.


أتطلع لأن تنتشر الكتاتيب في كل حي وكل شارع وكل حارة، حتى تصبح مصر دولة الكتاتيب، فهذا فخر، لا عيب، ونجاح لا فشل.. وألا تقتصر مهمتها على حفظ القرآن، وهو أمر شديد الأهمية.. وأن تمتد مهمتها إلى تعليم التلاوة، والإنشاد، والمدائح النبوية.. مع الموسيقى أيضًا.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية