فتحي غانم.. أستاذ الاستغناء!

لم أر في حياتى الصحفية صحفيا كبيرا أو صغيرا يعد نموذجا للاستغناء عن كل شيء مثل أستاذنا الكبير وأديبنا العظيم فتحي غانم.. عرفته في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، حينما التحقت بالعمل في مجلة روزاليوسف، وطلب من الأستاذ عبد الرحمن الشرقاوي، رئيس مجلس الإدارة وقتها، أن أعمل تحت قيادة فتحي غانم، الذي كان يتقاسم مع صلاح حافظ فنان الصحافة المصرية، رئاسة تحرير مجلة روزاليوسف مسئول عن الثقافة والأدب والفن. 

وقدم لي كتابا كل أسبوع وأقوم بعرضه في تقرير من ثلاثمائة كلمة فقط، وقد كان ذلك له إسهامه في ممارسة كتابة العمود الصحفي.. لكنني فيما بعد نشرت تحت إشرافه حملة صحفية عن عزبة الإذاعة وإمبراطورية التليفزيون حينما تولى الدكتور جمال العطيفى مسئولية وزارة الإعلام.

 
ورغم أنني انتقلت فيما بعد للعمل مع صلاح حافظ في القسم السياسي للمجلة، ونشرت حملة القطط السمان على مدى أسابيع، التى احتلت غلاف المجلة، إلا أن علاقتى توثقت مع فتحى غانم، ورافقته في أكثر من رحلة خارج مصر، أتذكر منها زيارة إلى موسكو ومعنا زوجة كل منا، وزيارة إلى بغداد قبيل استرداد العراق الفاو من القوات الإيرانية. 

وطوال الوقت تأكد لي انطباعى الأول عنه وهو أنه ميال للاستغناء.. فهو لم يكن يتكالب على شيء، سلطة أو نفوذ أو جاه أو مال.. بل كان مبتعدا بإرادته عن الأضواء التى يعشقها كثيرون، رغم أنه كان واحدا من نجوم الأدب الكبار وله أعمال أدبية لامعة وشهيرة، وكان أيضا واحدا من نجوم الصحافة الكبار.

حيلة العمالة للخارج!

فساد صارخ!

إن فتحى غانم أدرك بخبرته في العمل بالصحافة أن الاستغناء قوة وأن التعفف عن المغانم يزيد المرء صلابة.. وقد كان ذلك في شبابى يدهشى وأنا أرى التكالب الصارخ على المناصب والمال والنفوذ، لكنني بعد أن تقدم بي العمر اقتنعت أن استغناء فتحي غانم نموذج يحتذى إذا كان المرء يريد أن يحظى بالاحترام. 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.