أن تكون أبا ذر!
لا أكتب اليوم عن سيرة تقليدية لأحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أصف موطنه أو أروى الأحاديث التى سمعها من رسولنا الكريم، بل أتحدث عن نقص نشعر به جميعا فى نوعية من الناس التى تجهر بالحق ولا تخشى فيه لومة لائم، نقص فى شخصية المتدين الذى يرى الدين منهاج حياة متكامل..
والذى لا ينزوى فى صومعته ناسكا متوحدا منقطعا عن الواقع، فالإسلام لا يحتاج لرهبان ونساك بل يحتاج لمصلحين إيجابيين يعيشون هموم الناس ويجدون من الدين وشريعة الإسلام حلولا لمشكلاته ولا يكتفون بالانقطاع للتعبد والدعاء.
والإسلام لا يحتاج لأصحاب التدين الشعبى الذى يغيب العوام فى حلقات ذكر وإبتهال وتمسح بمقامات من يظنون أنهم أولياء، والذين يخلطون حاجتهم للغناء والطرب بحاجتهم للعبادة وإرضاء ضميرهم فيأتون بدين جديد قوامه الرقص والدف والتمايل فى الموالد..
ويتنافسون الدنيا بينهم ويدعون الزهد والتحديث بينما هم غارقون فى الملذات، وثملون بالألقاب كالقطب الفلاني وسلطان الأولياء وغيرها من الأسماء التسامح شيئا عن الله الذى العمل الصالح النافع للعباد هو معيار خيريتهم، فخير الناس أنفعهم للناس وفقا لنص حديث رسول الإسلام.
وليس للإسلام حاجة فى المتحجرين المتكلسين الذين يصفون أنفسهم بدعاة السلف وهم أبعد ما يكونوا عن فهم الإسلام وغايته من صحابة رسول الله، فالإسلام جاء كثورة تحرير لتخرج الناس جميعا من ظلمات القهر لبراح التحرر ولتحث الناس جميعا على القراءة ثم التفكر والتدبر والعلم بأمور الدنيا والدين، بل إن الولوج للإيمان الحق يكون عن طريق العلم، فالقرآن يؤكد أن من يخشى الله حقا هم العلماء، لما يرونه من آيات ربهم فى الكون..
لم يأتى الإسلام ليكون الداعية رجل يهتم بجلبابه القصير أكثر من واقع المسلمين المعيشى من إقتصاد وتعليم وصحة، لا ينزوى فى حلقة يدرس أقوال السابقين دون ربطها بواقع الناس، لا يميل حيث مال صاحب النفوذ يسترضيه خوفا وطمعا، فيقع فى شرك خفى طالما حذر غيره من شراع!
الإسلام يحتاج لأمثال أبى ذر الغفاري الذى جعل من تدينه ثورة حق ومعركة مع كل باطل رآه لا يوافق الرسالة المحمدية، فها هو يذهب للخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ويشكو له ظلك من ولاهم ممن لا يعدلون بين الناس، مطالبا بتوزيع ثروات المسلمين بالحق، مصدقا بقول الرسول فيه بأنه رجل صدق، فلم تقل الغبراء ولم تظل الخضراء رجلا أصدق لهجة من أبى ذر، لذا نبأه الرسول بأنه سيعيش وحيدا ويموت وحيدا ويبعث وحيدا.
يذهب إلى الشام فيجد قصرا منيفا لمعاوية بن أبى سفيان وإلى الشام حينها، فيجهر بالحق ويقول له علانية، إن كان هذا من مالك الخاص فهو سفه وإن كان من مال المسلمين فهو خيانة، يدافع عن فقراء المسلمين وعن تغول السلطة ضد كل ضعيف، فيجد نفسه صوت الفقراء الوحيد، لا أحد يعينه أو يشاركه جهاده، فيذهب إلى أطراف الربذة، يغلق عليه داره ولتسعه خيمته ويبكى حال المسلمين، فيعيش وحيدا بسبب كلمة حق لم يكتمها..
لم يداهن ولم يلوى عنق الآية بطاعة أولى الآمر ولم يصمت ويداهن لينل حظه من عطايا الأمراء، يجاهد بصدقه فيقضى بقية عمره فقيرا لا يملك غير كلمته، ويموت فى خيمته فتخرج زوجته للطريق لتعلم الناس بوفاته، فتجد ثلة قليلة تكفنه وتدفنه وحيدا كما نبأه رسول الله لأنه كان أمة صادقا بالحق بمفرده وصوتا للعدل ونصيرا للضعفاء فاستحق مكانته دنيا وآخرة.
Fotuheng@gmail.com
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا