رئيس التحرير
عصام كامل

ترامب.. وفروق التوقيت!

في فبراير من العام 1972 أعلن في بكين عن زيارة وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنحر لزيارة البلاد! كان الخبر صاعقا في بعض نواحي كوكب الأرض.. كان الخبر صادما في موسكو.. كان الخبر مثيرا في واشنطن.. فها هو الثعلب الأمريكي في أكبر بلد شيوعي في العالم من حيث السكان، وخصم طالما جرت معه حروب إعلامية وحروب غير مباشرة علي الأرض!


ما الذي يجري؟ هكذا تساءل العالم وقبل أن يتوصل العالم لإجابات إلا وكان الرئيس الأمريكي نيكسون بنفسه في بكين!
 

ثم توالت الأسرار.. كيسنجر زار الصين سرا قبل الزيارة المعلنة.. المقدمات بدأت في اليابان بمشاركة فريقا البادين في بطولة تنس الطاولة وطلب الفريق الأمريكي زيارة الصين.. وكانت الدعوة.. وكان ما بعدها!
 

كان الهدف الأمريكي الذي سعي إليه كيسنجر وأقنع به نيكسون هو إحداث اختراق في العدو.. إحداث شرخ في العلاقة بين روسيا والصين.. ثم إدارة ملف العلاقة مع كليهما منفردًا.. وهو ما يسهل التعامل معهما!


دارت الأيام وزار كيسنجر نفسه الصين.. كان الرجل خارج الخدمة الرسمية بطبيعة الحال والسن الذي قد بلغ المائة في يوليو 2023، لكن جاءت الأنباء تشير إلي تطلع البيت الأبيض لمعرفة نتائج الزيارة!


لماذا نقول ذلك الآن؟! نقله لفهم اللطف الذي يتحدث به ترامب عن روسيا والحدة والعنف عند الحديث عن الصين.. نفس القصة القديمة. نفس الخطة ولكن حلت روسيا محل الصين. الهدف خلخلة التفاهمات وفض التحالفات، وإحداث الشروخات في الجبهة الصعبة التي تزداد تماسكا يوم بعد آخر. بل وتزداد اتساعا.. وباتت تضم كوريا الشمالية وإيران وفنزويلا فضلا عن أصدقاء كثيرين عسكريا مع روسيا واقتصاديا مع الصين!
 

الخلاصة لا الصين كما كانت في 1972 ولا هي حتي كما كانت 2016 ليمكن تهويشها برفع الجمارك إلي 60٪ كما يهدد ترامب ويهددها كل حين.. ولا روسيا كما كانت في 2016.. ولا إيران هي إيران ولا الشرق الأوسط كما كان.. العالم تغير في أربع سنوات بذات الدرجة الذي كان يتغير فيها في أربعين سنة سابقة! 


فليس مهما أن يكون ترامب كما هو فقط.. المهم أن يكون العالم بكل قضاياه وتفاعلاته أيضا كما هو.. وهو ما لم.. وما لن.. يحدث!

الجريدة الرسمية