رئيس التحرير
عصام كامل

يوم فكرت جولدا مائير في الانتحار

للأجيال الجديدة؛ جولدا مائير هي رابع رئيس وزراء لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، قبعت على كرسيها من 17 مارس 1969 حتى عام 1974. وهي المرأة الوحيدة التي تولّت هذا المنصب. وُلدت جولدا في مدينة كييف بأوكرانيا.

 

قالت جولدا مائير في كتابها حياتي أو اعترافات جولدا مائير كما كان اسمه عندما صدر بالنسخة العربية: "ليس أشق على نفسى من الكتابة عن حرب أكتوبر 1973 “حرب يوم كيبور”.. ولن أكتب عن الحرب، من الناحية العسكرية، فهذا أمر أتركه لغيري.. ولكننى سأكتب عنها ككارثة ساحقة وكابوس عشته بنفسي".


جولدا مائير، الموصوفة بـ المرأة الحديدية، فكرت في الانتحار بعد اجتياح المصريين لخط بارليف، وعبورهم قناة السويس، وتحرير أرضهم في سيناء.
 

واليوم، وبعد مرور 51 عاما على النصر العظيم، دعونا نروي مشاهد خالدة تثبت عظمة الانتصار، وعظمة المصريين، وليس أدل على ذلك من صدمة قادة الاحتلال أنفسهم.
 

ومن بين من كشفوا عن ذلك؛ المؤرخ الأمريكي إبراهام رابينوفيتش، الذي قال إن رئيسة وزراء إسرائيل وقتها جولدا مائير فكرت هي وسكرتيرتها في الانتحار عقب الهجوم المفاجئ الذي شنه المصريون في الساعة الثانية ظهرا في يوم الغفران الإسرائيلي.

 

ويؤكد المؤرخ الأمريكي إبراهام رابينوفيتش، بحسب ما نشرته صحيفة جيروزاليم بوست، الإسرائيلية، أن كبار الضباط بالجيش الإسرائيلي أُصيبوا بالذهول من الهجوم المفاجئ لدرجة أنهم لم يتمكنوا من التفكير بوضوح: "الاضطراب أصاب طاقم دبابات من الشباب وقادتهم الذين تحملوا وطأة المعركة منذ البداية، وقادة القوات الجوية المحبطين، والاستخبارات المستاءة".


ويضيف إبراهام رابينوفيتش: "الوضع في الواقع كان أسوأ بكثير مما كنا نعرفه، أسوأ مما كنا نظن أنه ممكن"، مشيرا إلى أن الحرب في يوم كيبور أو يوم الغفران، وهو يوم مقدس عند اليهود ومخصص للصلاة والصيام فقط، وكان يوم السبت السادس من أكتوبر الساعة 2 بعد الظهر، وبعد أقل من 24 ساعة، كانت رئيسة الوزراء جولدا مائير تفكر في الانتحار وكذلك سكرتيرتها.

 

وأوضح المؤرخ الأمريكي أن وزير الدفاع موشيه ديان، الرمز العسكري لإسرائيل أبان أكتوبر، ومصدر القوة والقيادة السليمة في جميع حروب الدولة، توجه شمالا عند الفجر إلى قيادة الجولان ليطلع على التقدم السوري، وصُدم قائد كبير هناك من ظهوره.


ولفت إلى أن وجه موشيه ديان كان شاحبًا وارتعشت يداه، بعد أن فهم مدى الكارثة أفضل من أي شخص آخر، فلقد نجح العرب الذين طالما تم اعتبارهم خصومًا جادّين، في إذهال إسرائيل المتراخية بهجمات منسقة واسعة النطاق على جبهتين، كانت فرقهم تتدفق عبر الخطوط الأمامية المحطمة قبل أن يتجمع احتياطي إسرائيل العمود الفقري للجيش.

 

وكان موشيه ديان يعلم أن ما كان يتكشف لا يمكن إيقافه بسهولة، ناهيك عن عكسه، كما كانت الافتراضات الاستراتيجية الأساسية لإسرائيل منحرفة ولم تكن هناك حلولا سريعة.


وعلى رأس هذه الافتراضات السيئة بشأن ما يمكن أن تقوم به الجيوش العربية، قال المؤرخ الأمريكي: إن هناك اعتقادا بأن الجيوش العربية كانت سهلة، والشيء الآخر هو أنه إذا تم اختراق الخطوط الأمامية الرفيعة لإسرائيل بهجوم عربي مفاجئ، فإن سلاح الجو الإسرائيلي IAF سيبقي جيوش العدو في مأزق حتى وصول الاحتياطيات.

 

وتشكلت هذه الآراء في حرب الأيام الستة عام 1967 عندما دمرت إسرائيل ثلاثة جيوش عربية في ستة أيام، وضاعفت إسرائيل منذ ذلك الحين حجم جيشها وقواتها الجوية، مما عزز تصورها بأنه ذات حصانة.

 

 

واستدرك إبراهام رابينوفيتش: "الجيوش العربية أعيد بناؤها أيضًا، وتم تدريبها لسنوات من قبل 15000 مستشار عسكري سوفيتي، فلم تنكسر المشاة المصرية بعد ظهر يوم 5 أكتوبر عندما هاجمتهم الدبابات الإسرائيلية كما حدث في حرب 67، لكن الجيوش العربية صمدت في أماكنها". 

الجريدة الرسمية