حتى لا ينسى أبناؤنا ما حدث في أكتوبر
الأجيال الجديدة والقادمة في مصر وشقيقاتها من البلدان العربية والشرق الأوسط، ربما لا تعرف لماذا حاربنا في أكتوبر.. وما هو حجم التضحيات التي قدمتها مصر؟.. ولم يتعرف هؤلاء الشباب على المعجزات والخوارق التي حققها أبطالنا في التصدي للعدوان الثلاثي عام 1956، ثم في حرب الاستنزاف، ثم في حرب أكتوبر.
استمعت لما يشبه المعجزات من أبطال حرب الاستنزاف، وحكى لي البطل الحقيقي لفيلم الممر، ولا يزال حيًّا يرزق، كيف نفذ أبطال القوات الخاصة انتصارهم الساحق على جيش الاحتلال، وكيف نجحوا في قتل العشرات، وتدمير معداتهم، في موقعة أسمتها جولدا مائير، رئيس وزراء دولة الاحتلال آنذاك، السبت الحزين.
تكرار رواية تفاصيل هذه البطولات على مسامع الأطفال، والشباب، يغرس الوطنية والانتماء والاعتزاز بوطنهم، والفخر بصناع النصر، وعدم الاستجابة للدعايات المغرضة، والمضادة.
وهذا دور مؤسسات كثيرة منها الشباب والرياضة، والصحافة والإعلام، والتربية والتعليم.. في المدارس والمناهج، والساحات والمراكز الشبابية والأندية، والصحف والقنوات ومحطات الإذاعة.
استمعت إلى تقرير في قناة الغد الأردنية، يقول: إن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية، بحسب جيل ما بعد الألفية في الولايات المتحدة، هو إنهاء إسرائيل.. ليس فقط معارضة إسرائيل، بل إنهاء الاحتلال تماما، وإقامة دولة فلسطينية على كامل الأرض المحتلة.. ويوضح التقرير أن 83 % من المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي في أمريكا داعمة لفلسطين.
ويضيف أن الصدمة كشفتها جريدة جيروزاليم بوست الأمريكية، التي نشرت نتائج استطلاع أجراه معهد هاريس، ومركز الدراسات السياسية بجامعة هارفارد.. حيث تذكر الصحيفة أن 51 % من الشباب الأمريكي بين 18 و24 عاما، مقتنعون بأن الحل الأمثل والوحيد للصراع هو إنهاء إسرائيل، وتسليم الأرض والحكم للفلسطينيين.. بل يؤمن هؤلاء الشباب إيمانا راسخا بأن دولة الاحتلال بجيشها ومواطنيها هم المعتدون الآثمون.
أما الضربة القاضية للدعاية الإسرائيلية المضللة فكانت اقتناع من شملهم الاستطلاع بحقيقة أن الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة على مدار السنوات هي سبب طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023.
ووفقا لصحيفة ذا هيل الأمريكية، فقد حقق هاشتاج الحرية لفلسطين على منصة تيك توك 31 مليار مشاركة مقارنة بـ 95 مليونا فقط لـ ادعموا إسرائيل.. أي أكثر من 50 ضعفا. وتختتم قناة الغد: قبل أن تنتهي الحرب خسرت إسرائيل بالفعل جيلا سيكون هو صاحب القرار.
هل نستطيع نحن سواء في البلدان العربية، أو في الشرق الأوسط عموما، تقليد الأمريكان، وصنع جيل جديد يوقن أن إسرائيل غاصبة، ومعتدية، ومحتلة، والحل الوحيد لإقرار السلام في المنطقة والعالم لن يكون إلا بإعادة الأرض المحتلة لأصحابها الحقيقيين، الفلسطينيين، وعودة المغتصبين إلى مواطنهم التي منها جاءوا؟!