رئيس التحرير
عصام كامل

إلى وزير الأوقاف.. حتى نقضي على التطرف

التطرف والتشدد، والميل إلى العنف.. آفات ابتُليت بها مجتمعاتنا مع وفود ثقافات غريبة عن الحضارة المصرية، والعادات والتقاليد التي ورثناها عن آبائنا وأمهاتنا.

ألاحظ أن الأطفال في رياض الأطفال والمدارس الابتدائية يتلقون معلومات تؤدي إلى غرس التشدد والتمسك بالرأي الواحدـ وعدم قبول الاختلاف.. من مدَرِّسٍ/ مُدَرِّسةٍ.. على سبيل المثال، أبنائي كانوا يرددون معلومات غريبة، عرفوها من سائق الباص.. إلى هذا الحد وصل الخطر!

 

من هنا أؤكد أن مسئولية التصدي لتلك الظواهر، ومواجهة هذا الخطر مشتركة بين أكثر من جهة.. المؤسسة الدينية في مقدمتها، ووزارة التربية والتعليم أهمها.

وأعوِّل كثيرا على وزارة الأوقاف؛ بعد تولي العالم الجليل والوزير الشاب، الدكتور أسامة الأزهري مسئوليتها.. فمن منطلق علمه الغزير، وثقافته الموسوعية، وسعة صدره، وتسامحه، وقدرته على التفكير خارج الصندوق، واستيعابه لأسرار السياسة الخارجية والداخلية، والعلاقات الدولية.. 

وأوقن أنه يستطيع أن يقود حملة مجتمعية بالغة الأهمية، في هذا الظرف التاريخي في عمر الأمة المصرية، تستهدف احتواء بذور التطرف والعنف، واقتلاعها من جذورها، فضلا عن تكوين جيل شاب (في أفكاره)، يجيد استخدام التكنولوجيا، ووسائل التواصل الاجتماعي.

 

أقترح أن يتحقق ذلك من خلال إنشاء معاهد تابعة لوزارة الأوقاف، يلتحق بها خريجو الجامعات والمعاهد العليا، الراغبون في تعلم أمور الدين الإسلامي، تجري الدراسة فيها "أون لاين"، وبرسوم رمزية، للحصول على شهادات الدبلوم، والماجستير، والدكتوراه (برسالة يتم مناقشتها بحضور الوزير شخصيًّا).

 

يتولى التدريس دعاة معتمدون، يختارهم الأزهري بنفسه، ينتقيهم من المثقفين، وذوي العقول المتفتحة، وممن يجيدون استخدام التكنولوجيا، والتعامل مع وسائل الإعلام، ويشترط أن يكون لديهم إلمام بلغتين أجنبيتين.

 

أيضا، يجب أن يجيد الطلاب التعامل مع الأجانب، وتدريس مناهج الشريعة، والفقه، والتفسير، والحديث، والتاريخ الإسلامي، بلغة أجنبية، أو أكثر.. واقترح أن تضاف مواد تثقيفية، مثل: التاريخ الفرعوني، والتسويق الإلكتروني، والجغرافيا، والعلاقات الدولية، وغيرها من لوازم العصر.

 

ويتم الاستفادة من خريجي هذه المعاهد في التدريس للأطفال (تطوعيًّا)، ومخاطبة الشباب عبر وسائل الإعلام، ومواقع التواصل، مثل: يوتيوب، وفيس بوك، وانستجرام، وإكس، وغيرها.. 

 

بهذا سيكون لدينا أجيال من الدعاة المثقفين (ثقافة عصرية)، المواكبين لأحدث التطورات، وسيمتلكون القدرة على المناقشة والحوار، ومواجهة الفكر المنحرف، ودحض دعاوى العنف والتطرف، مع غرس أفكار الحب، والود، والرحمة، والتعاطف، والتسامح، والعفو، في العقول الصغيرة والشابة.

الجريدة الرسمية