الشعوب والأمل
أهم شيء تحتاجه الشعوب خاصة في وقت الأزمات ومواجهة التحديات هو الأمل، وأخطر شيء أن تبحث عنه ولا تجده.. لذلك توفير الأمل للشعوب دومًا يعد واجبًا وضرورة لتحقيق الأمن القومي.
ومن عاش الأيام العصيبة التي مرت ببلدنا بعد هزيمة يونيو 67 يتذكر أن ما جعل المصريين يتحملون قسوة هذه الأيام هو الأمل في تجاوز هذه الهزيمة وخوض الحرب لاسترداد الأرض التي احتلت واستعادة الكرامة الوطنية التي جرحت..
ولم يتحقق ذلك فقط بالكلام وإنما تم بالعمل.. فقد احتاج الشعب أن نخوض -ونحن نعيد بناء قواتنا المسلحة وتجهيزها للحرب- قتالًا ضد قوات العدو ونحقق الانتصار فيه ليتأكد أننا نمضي على الطريق الصحيح، وأننا سنتجاوز كبوتنا ونحقق ما ننشده من نصر..
وقد حدث ذلك مبكرًا جدًّا على الأرض وفي البحر، وبمرور الوقت تحول هذا القتال إلى حرب استنزاف للعدو كانت هي التمهيد لحرب أكتوبر المجيدة والتجهيز العملي والطبيعي لها، ولم تتوفف هذه الحرب إلا لكي نتمكن من بناء حائط صواريخ الدفاع الجوي التي حمت قواتنا التي عبرت قناة السويس فى السادس من أكتوبر..
وعندما طال توقف القتال بعد قبول مبادرة روجرز شهدت البلاد مظاهرات شبابية تتعجل الحرب وتطالب بها وتصر عليها.
وهكذا.. الأمل صناعة سياسية لا غنى عنها دومًا للشعوب في الدول خاصة في أوقات الأزمات والتحديات.. وهذه الصناعة قوامها الأساسى العمل ولا تكتفي بالكلام أو بالإعراب عن التمنيات الطيبة وتجاوز تلك الأزمات والتغلب على تلك التحديات.