رئيس التحرير
عصام كامل

قبل أن تصبح البطة عرجاء!

يلتمس بعض المحللين العذر للرئيس الأمريكي، بايدن، لعجزه عن القيام بشيء يوقف حرب غرة ولبنان الآن، بدعوى أنه في وقت الانتخابات بات مثل البطة العرجاء لا يقدر على فعل شيء.. فهو حريص على ضمان أصوات اللوبي اليهودي لمرشحة حزبه هاريس، ولذلك لا يقدر على إغضابه بممارسة ضغط فاعل على إسرائيل لتوقف الحرب وتذهب إلى هدنة في غزة ولبنان.. 

ولكن علينا أن نسأل، ماذا فعل بايدن لوقف تلك الحرب الوحشية التي تحولت إلى حرب إبادة قبل أن يصبح بطة عرجاء لا تقدر على فعل شيء؟! 


إن بايدن ظل طوال الشهور الأولى من حرب غزة يرفض بوضوح وقفها أو التوصل إلى هدنة طويلة نسبيا، وذلك بدعوى أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها.. بل على العكس تماما وفر لها الحماية الدولية وهي تقوم بالإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة.. 

وهو لم يبدأ يسعى للقيام بجهد، أو هكذا بدا، للتوصل إلى هدنة إلا في الشهور القليلة الماضية.. وحتى سعيه هذا افتقد الجدية والحزم في مواجهة نتنياهو، وبدلا من ممارسة الضغوط عليه قدم له بسخاء ما يحتاجه من مال وسلاح ليستمر في حربه ولتوسعها لتشمل لبنان كما هو حادث الآن.

 
إذن الأمر ليس عجزا لدى الرئيس الأمريكي، وإنما عدم رغبة في القيام بشيء جاد لوقف الحرب الوحشية.. والتفسير الوحيد المقبول أن هذه الحرب لا تحقق فقط ما ينشده نتنياهو والمتطرفين في إسرائيل، إنما تحقق أيضا مصالح أمريكا في إخضاع المنطقة وفرض الهيمنة عليها حتى لا يرفع أحد فيها راْسه في مواجهتها. 
 

 

إننا منذ أواخر الأربعينات نكرر القول إن إسرائيل هي أداة أمريكا لتحقيق أهدافها ومصالحها في منطقتنا، وقد صدقنا القول.

الجريدة الرسمية