في انتظار الاقتحام البرى!
منذ السابع من أكتوبر الماضى والاسرائيليون لا يخفون ما ينتون عمله عسكريا.. في البدء أعلنوا أنهم سيقومون بشن حرب ضد قطاع غزة لتدمير قدرات حماس العسكرية، وقد فعلوا ذلك وكانت حربهم بشعة واستهدفت المدنيين للنيل من البيئة الحاضنة لحماس..
ثم قالوا أنهم سوف يعملون على اقتطاع شمال قطاع غزة ليكون منطقة عازلة، وقد فعلوا ذلك أيضا حينما هجروا قسريا معظم سكان شمال القطاع، ومن تبقى قاموا بتجويعهم واستهدافهم بالغارات الجوية للقضاء عليهم..
ثم قالوا أنهم سوف يقتحمون رفح لمطاردة السنوار ومن تبقى معه من قادة حماس، وقد فعلوا ذلك ومازالوا يستهدفون رفح حتى الآن بمدافعهم وطائراتهم وصواريخهم.. وذات الشىء حدث بالنسبة لمحور صلاح الدين ومعبر رفح، قالوا أنهم يتعين لهم السيطرة عليهما، وقد فعلوا ذلك بالفعل..
وقالوا إن الاسرائيليين المحتجزين في غزة سوف يعودون فقط بالضغط العسكرى، وهم أفسدوا كل المحاولات للتوصل إلى صفقة تعيدهم، لإنها تتضمن وقفا لإطلاق النار وانسحابا لقواتهم من القطاع..
وقالوا أيضا أنهم سوف يركزون جهدهم العسكرى على الجبهة اللبنانية، وقد حدث بالفعل حينما شنوا غارات على مساحات متزايدة فيها لا تقتصر على الجنوب وطالت الضاحية الجنوبية وإغتالوا عددا من قيادات حزب الله وفى مقدمتهم الأمين العام للحزب!
والآن يقول الإعلام الاسرائيلى نقلا عن مصادر أمريكية إن إسرائيل تنوى تنفيذ إقتحام برى، وصفته بأنه محدود لجنوب لبنان لتطهيره من قواعد لحزب الله، لضمان إعادة سكان مستوطنات الشمال..
وهنا نتوقع أن تنفذ إسرائيل ما يتحدث عنه إعلامها، خاصة وأنها مهدت لهذا الاقتحام بالتخلص من أهم القيادات العليا لحزب الله، وضربت جهاز الاتصالات فيه، وأربكت كوادره وأصابت الروح المعنوية لهم في مقتل، ونفذت تهجيرا قسريا لأغلب سكان الجنوب اللبنانى، وتوسعت في تهديد إيران مما آثر سلبا على حزب الله، وجعله لا يستخدم كل أسلحته الصاروخية بعيدة المدى في المعركة حتى الآن.
أى إننا بصدد توسيع الحرب ضد لبنان لا احتوائها وإيقافها.. والفرصة متاحة أمام نتنياهو لهذا التصعيد حتى الثالث من نوفمبر المقبل.