ساخرون، مناخوليا.. أزمة ضمير
خارج عنبر العقلاء.. وخلف سور سرايتنا الصفراء.. ستجد عالما خاليا من الضمير.. لم يعد بين البائع والشارى عبارة يفتح الله كما كان من قبل.. بل أصبح بين البائع والشارى عبارة أخرى مفادها عاجبك عاجبك مش عاجبك ورينا عرض أكتافك..
التاجر خارج سور العباسية بات يشترى ويبيع ويستغل الأزمات ليجمع الثروات على حساب باقى أقرانه من المخابيل الذين يقطنون خلف سور سرايتنا الصفراء، مناخوليا السوق وجنون الأسعار دون رقيب أو حسيب..
والغش أصبح عادة يمارسها كل من يمتلك فى يده سلعة تُشترى وتُباع خارج سور سرايتنا أناس لا يرحم بعضهم ضعف بعض.. وكل منهم يريد أن ينال من الآخر قبل أن يُنال منه الجزار يرفع أسعاره على بائع السمك..
وبائع الخضراوات يستغل تاجر الفراخ الذى لا يرحم جزارين ولا سماكين، ولا يكتفى بغلاء أسعاره بل يقوم بحقن الفراخ بالماء حتى يضاعف وزنها، لصاحب السوبر ماركت الذى يغش فى الجبنة واللانشون والألبان وكل سلعه تطأ ثلاجاته الباهتة بلون ضميره الغائب..
أما المواطن العادى المستهلك المغلوب على أمره فما زال تائها بينهم جميعا، ويكاد الصداع يفتك برأسه لولا أنه يذهب مسرعا إلى محمصة البن ليشترى مقدار فنجان قهوة خالية من البن، وكل مكوناتها عبارة عن نوى البلح المطحون وغيره من أدوات الغش وغياب الضمير..
أما نحن هنا فى عنبر العقلاء فنضرب كفا بكف على ما آل إليه حال من هم خارج سور سرايتنا الصفراء، ونحمد الله على كوننا من سكان عنبر العقلاء حيث لا بيع ولا شراء ولا أزمة ضمير!