رئيس التحرير
عصام كامل

أمريكا شريك لا وسيط!

لا أوافق على التماس البعض العذر لأمريكا في عدم قيامها بما يلزم للتوصل إلى هدنة في غزة، ووقف التصعيد الإسرائيلى ضد لبنان، بأنها تعيش فترة انتخابات وليست قادرة على الضغط على إسرائيل الآن حرصا على أصوات اليهود فيها.. فماذا فعلت أمريكا عندما لم تكن هناك انتخابات أصلا لوقف الحرب على غزة؟!

 
ألم تقاوم أمريكا علنا وقف إطلاق النار في غزة، بدعوى أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، ويتعين القضاء على حماس لتظفر إسرائيل بالأمن؟! وعندما بدا لأمريكا أنه لا جدوى لإستمرار الحرب، وقررت المشاركة فيما سمى وساطة للتوصل إلى هدنة تبنت موقف الحكومة الاسرائيلية المقاوم لهذه الهدنة.. 

وظلت تحمل حماس فشل المشاورات وعدم التوصل إلى اتفاق هدنة، رغم أن من يفعل ذلك هو نتنياهو وحكومته.. ولم تفعل أمريكا شيئا لمنع إسرائيل من اقتحام رفح واحتلال محور صلاح الدين وإغلاق معبر رفح.. فكل ما فعلته فقط هو مطالبة الإسرائيليين بتقليل أعداد من تقتلهم من أهل غزة.

 
يا سادة إن كل ما يحدث في غزة ولبنان أمريكا شريك فيه.. وهى تحديدا الشريك الأكبر.. أمريكا بجلالة قدرها تستطيع أن تضغط على إسرائيل، وتفرض عليها إرادتها وتأزمها بوقف الحرب إذا شاءت.. ولعلنا نتذكر كيف أن أمريكا سبق أن أجبرت إسرائيل على الانسحاب من سيناء بعد عدوان 56 وانتقلت إسرائيل.

 


ثم هل نسينا أن السلاح الذى دمرت به إسرائيل غزة هو سلاح أمريكى، وأن تمويل الحرب هو تمويل أمريكى، وأن الحماية السياسية الدولية وأيضًا العسكرية هى أمريكية.. ولآن أمريكا شريك لإسرائيل وليست وسيطا بينها وبين الفلسطينيين فلا يجب أن ننتظر منها خيرا!

الجريدة الرسمية