استفزاز الناس!
أكثر شىء تحتاجه الحكومة وهى ترفع أسعار الكهرباء والبنزين والسولار ومياه الشرب هو مراعاة مشاعر الناس، والحرص على عدم اغضابهم بكلام مستفز من بعض الإعلاميين.. لكن للأسف لا تجد الحكومة حاجتها هذه لدى الإعلام.. لأن هناك بعض الاعلاميين يردد كلاما يستفز الناس، وهو يتحدث عن الأسعار ويلومهم لأنهم يشكون من ارتفاعها الذى لا يتوقف..
فمنهم من يحلو له أن يقارن الأسعار لدينا والأسعار في بلدان أخرى، ليقول إننا الأرخص أسعارا.. ومنهم من يلوم الذين يشكون من ارتفاع الأسعار، ويقول إن الدولار يشترى بضعة مئات من الأرغفة، رغم أن الناس في مصر لا يتلقون مرتباتهم بالدولار، والنسبة الغالبة منهم لا يعرفون الدولار أساسا، وأغلب الذين يعرفونه في مصر يتلقونه من ذويهم الذين يعملون في الخارج..
ومنهم من يطالب الناس بترشيد استهلاكهم مع ارتفاع الأسعار، وهو يعرض بعدها فقرات إعداد أطعمة غير رخيصة، كما أنه هو يتلقى ملايين الجنيهات سنويا!
لقد سأم الناس من هؤلاء الإعلاميين ولم يعودوا يتقبلونهم أو يصدقونهم، ولذلك عندما يتحدثون في أمور أخرى لا ينصت لهم أحد.. وبالتالى تآكلت جدوى وجودهم على المسرح الإعلامى.. بل إنهم صاروا عبئا وثقلا الآن على الدولة وقيادتها..
بالتالى أضحى التخلص منهم واستبدالهم بوجوه أخرى مقبولة لدى الناس ضرورة، ليس فقط لإصلاح الإعلام وإنما لتحقيق مصلحة الحكومة التى أعلنت أنها مستمرة في زيادة الأسعار حتى العام المقبل على الأقل وربما بعده.. وكفاها ضيق الناس من ذلك ولا تزيده بكلام بعض الإعلاميين!