شباب غادة عبد الرازق أم شباب تحية كاريوكا؟!
مازال مسلسل محاولات إعادة استنساخ وتقديم الأفلام الشهيرة التي حصدت النجاحين الفني والجماهيري في مسلسلات تليفزيونية مستمرًا ومتكررًا، رغم عدم نجاح معظم هذه المحاولات وتفوق الأفلام الأصلية عليها بمسافة كبيرة، فالأصل يكسب دائمًا والأمثلة على ذلك كثيرة..
حيث أعلنت الفنانة غادة عبد الرازق عن نيتها في المنافسة في شهر رمضان 2025 بمسلسل شباب امرأة عن رواية الأديب آمين يوسف غراب، يتولى إعدادها للتليفزيون محمد سليمان عبد المالك ويخرجها أحمد حسن، وذلك في محاولة منها لمحاكاة واستثمار الشهرة والنجاح الكبير الذي حظي به فيلم شباب امرأة بطولة تحية كاريوكا..
والتي جسدت في الفيلم أفضل أدوارها في السينما على الإطلاق، وحصدت عدة جوائز كأحسن ممثلة عنه، متفوقة على أفلام فنانات أكثر نجومية منها مثل فاتن حمامة وشادية ومديحة يسري عرضت معها في نفس العام 1956!
كما عرض الفيلم بمهرجان كان ونال إشادات واسعة، للدرجة التي ذهبت بالبعض إلى القول بأن تحية كاريوكا التي ظهرت بالملاية اللف أثناء عرضه رشحت لجائزة أحسن ممثلة عن دورها فيه! ويعد الفيلم أحد أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية ويأتي في المرتبة السادسة في قائمة ال100 فيلم الأفضل عبر التاريخ.
غادة تقتفي أثر تحية
إعلان غادة عبد الرازق عن رغبتها في إعادة تقديم رواية شباب امرأة في عمل تليفزيوني لم تلق حتى الآن استحسانًا من غالبية النقاد والمتابعين ورواد السوشيال ميديا، الذين إعتبروا أن غادة رغم الاعتراف بموهبتها وقدراتها الفنية القوية إلا أنها مازالت تواصل محاولاتها في محاكاة وتقليد واقتفاء أثر النجمات الكبيرات، خاصةً تحية كاريوكا التي تكن لها تقديرًا خاصًا..
فبعد إعادتها لفيلم الباطنية للنجمة نادية الجندي في مسلسل بنفس الاسم عام 2009، قدمت مسلسل سمارة عن الفيلم الشهير لتحية كاريوكا ولكنه لم يحقق أدنى نجاح يذكر بل تعرض لانتقادات كثيرة نالت منه غادة النصيب الأوفر!
وها هي تسير على نفس المنوال في مسلسل شباب امراة الذي من الصعب جدًا محاكاته والاقتراب منه، للتميز الشديد الذي اتسمت به كل عناصره من قصة لآمين يوسف غراب وسيناريو مشاركة مع صلاح أبو سيف، وحوار للسيد بدير، وإخراج لصلاح أبو سيف..
ونخبة من ألمع وأهم النجوم تصدرتهم تحية كاريوكا في دور عمرها، مع شكري سرحان صاحب الرصيد الأعلى لأكثر فنان له أفلام في قائمة ال100 فيلم الأفضل تاريخيًا، مع العظيمة شادية، والعملاق عبد الوارث عسر وفردوس محمد..
لكل هذا ليس من الوارد أن يلقى المسلسل إذا ظهر للنور في شهر رمضان المقبل إن شاء الله وأنا أشك في ذلك نفس النجاح الرائع الذي تحقق للفيلم، فالمقارنة ظالمة بكل تأكيد من كافة العناصر وفي الغالب سيكون مآله إلى المرور مرور الكرام، ولن يشعر به أحد..
أو قد يواجه بانتقادات لاذعة على غرار كل المسلسلات السابقة التي حاولت أن تستغل وتستثمر شهرة ونجاح الأفلام الكلاسيكية القديمة، ومن ثم أقولها شباب غادة عبد الرازق لن يصل إلى شباب تحية كاريوكا ولا يقارن به بأي حال من الأحوال!
ليست جديدة
إن عملية إعادة استنساخ الأفلام القديمة الناجحة في مسلسلات تليفزيونية ظاهرة قديمة وليست جديدة كما يعتقد البعض، ظاهرة أفرزت العديد من المسلسلات التي لم يحالف أغلبها النجاح الفني أو الجماهيري، بل أن معظم جمهور المشاهدين من مختلف الأعمار مازال يقبل بشغف على مشاهدة الأفلام الأصلية الجميلة ولا يكاد يدرك أنها تحولت إلى أعمال تليفزيونية!
اللهم إلا عدد قليل جدًا منها لا يتعدى أصابع اليد الواحدة! وهي تلك التي حظيت ببعض من الترويج والدعاية الإعلامية ولكنها أبدًا لا ترتقي إلى مستوى وعظمة الأفلام المستنسخة!
فلا يتذكر الكثيرون أن الفيلم العائلي البديع أم العروسة الذي كتبه عبد الحميد جودة السحار وأخرجه عاطف سالم عام 1963 ولعب بطولته عماد حمدي وتحية كاريوكا وسميرة أحمد تم إعادة تقديمه مرتين تليفزيونيا.. الأولى بنفس البطل عماد حمدي مع زهرة العلا وصلاح السعدني والثانية بحسين فهمي ومعالي زايد وسوسن بدر..
وفيلم اللص والكلاب رائعة نجيب محفوظ عن قصة حقيقية إنتاج عام 1961، وبطولة شكري سرحان وشادية وكمال الشناوي واخراج كمال الشيخ، تحول إلى مسلسل عام 1998 برياض الخولي وعبلة كامل وهاني رمزي!
كذلك فيلم دمي ودموعي وابتسامتي أحد أفضل أفلام النجمة نجلاء فتحي مع حسين فهمي وكمال الشناوي، تأليف إحسان عبد القدوس وإخراج حسين كمال أصبح مسلسلًا بطولة شريهان ومحمد رياض ونبيل الحلفاوي اخرجه تيسير عبود عام 1997.
ومن المسلسلات التي لا يتذكرها معظمنا أيضًا وكانت في الأساس أفلامًا شهيرة وناجحة نحن لا نزرع الشوك، تأليف يوسف السباعي وإخراج حسين كمال وهو نفس مخرج الفيلم، لعبت بطولته آثار الحكيم في نفس الدور الذي جسدته العظيمة شادية وخالد النبوي في دور محمود ياسين..
وفيلم رد قلبي ليوسف السباعي أيضًا عندما تحول إلى مسلسل تعرض صناعه المؤلف مصطفى محرم والمخرج أحمد توفيق وأبطاله محمد رياض ونيرمين الفقي وأحمد السقا لسيلًا شديدًا من الهجوم والانتقاد والسبب خصوصية وروعة رومانسية الفيلم الأصلي الذي لعب بطولته النجوم الكبار المحبوبين.. شكري سرحان ومريم فخر الدين وصلاح ذو الفقار وهند رستم وأخرجه شاعر الرومانسية عز الدين ذو الفقار!
هناك أيضًا قائمة طويلة من المسلسلات التي استنسخت من أفلام جميلة ولكنها بالطبع لم تدرك نجاح هذه الأفلام ولم تقترب منه منها.. العار لمصطفى شعبان وأحمد رزق وشريف سلامة في أدوار نور الشريف ومحمود عبد العزيز وحسين فهمي..
والكيف لباسم سمرة وأحمد رزق وبيومي فؤاد في أدوار محمود عبد العزيز ويحيى الفخراني وجميل راتب، ولا تطفئ الشمس لميرفت آمين ومحمد ممدوح وآمينة خليل في أدوار عقيلة راتب وشكري سرحان وفاتن حمامة!
أرض النفاق أحد أجمل أفلام الثنائي الرائع فؤاد المهندس وشويكار، الذي رغم عدم تحقيق الجزء الأول منه لنجاح يذكر إلا أن بطله محمد هنيدي أعلن أكثر من مرة أنه يستعد لتقديم جزء ثان منه..
أما أخر المسلسلات التي حاولت استنساخ فيلم شهير وناجح ولم تفلح بل جنت الفشل الذريع ولم يشعر به أحد هو مسلسل جري الوحوش الذي عرض في رمضان الماضي ولعب بطولته نضال الشافعي وإدوارد ومحمود حجازي وإلهام وجدي في أدوار نور الشريف وحسين فهمي وهدى رمزي وأخرجه عبد العزيز حشاد!