رئيس التحرير
عصام كامل

الفن وسنينه

لا تهللوا لأسماء وأسماء ومايان وجيهان!

تقاس مكانة الفنان أو الفنانة وقيمته ونجوميته بمدى قدرته على النجاح والاستمرارية بمزيد ومزيد من الأدوار والأعمال الناجحة والمختلفة لأطول فترة ممكنة، وبدرجة مقدرته في الحفاظ على بريقه ولمعانه وحب الجمهور له.. 

 

ومن ثم لا يصح على الإطلاق أن نصفق ونهلل لفنان أو فنانة من الأجيال الجديدة ونكيل لهم المديح والثناء والتعظيم، ونطلق عليهم الألقاب الرنانة من عينة النجمة الجبارة والنجمة المعجونة بالموهبة! والنجم الملهم والنجم الذي ليس له مثيل! وغير ذلك من الألقاب العجيبة والغريبة والتي ليس لها علاقة بالفن بصفة عامة ولا بواقع هؤلاء الفنانين الجدد وحجم موهبتهم إن وجدت من الأساس! 

 

والتي يتفنن بعض الهواة من المحسوبين على الصحافة وهي منهم براء! في المواقع الإلكترونية التي صارت تقدم معظمها وجبات صحفية فاسدة هدفها الإثارة وكسب متابعين بالملايين بأي وسيلة والسلام!

يشاركهم ويدعمهم بقوة في هذه المهمة غير النزيهة الكتائب الإلكترونية المنتشرة على مواقع السوشيال ميديا والتي تمول من داعمي ومريدي هؤلاء الفنانين والفنانات في أغلب الأحيان! 

 

حيث نجد أنه لمجرد أن  فنانة جديدة تتمتع بشكل مقبول وموهبة عادية جدًا وتساعدها الظروف والواسطة أحيانًا وأشياء أخرى! في الحصول على فرصة بالظهور في أحد الأعمال الفنية التي تحقق نجاحًا وتحظى بمتابعة جماهيرية، تنتفض الصحف والمواقع الإلكترونية ووسائل السوشيال ميديا وتتعالى أصواتها وكتاباتها بالثناء والمديح وإطلاق الألقاب على هذه الفنانة أو هذا الفنان! 

لتصبح هي أو هو من النجوم في غمضة عين دون أي سوابق أو تاريخ أو مبررات أو مسوغات حقيقية لهذه النجومية الزائفة، التي تجعل المنتجين والمخرحين يتصارعون فيما بينهم ويلهثون وراء هذا النجم أو النجمة،  فعليهما يتوقف مستقبل الفن ومصيره في السنوات المقبلة!

نموذج حلا 

هذه الحالات والنماذج  تكررت في الماضي البعيد والقريب ومازالت تتكرر بكثرة وبصورة أكبر وأكثر صراخةً واستفزازا في الوقت الحالي، مع ظهور المواقع الإلكترونية ووسائل السوشيال ميديا، ولعل من أبرز النماذج السابقة في هذا السياق هو ما حدث مع الفنانة حلا شيحة عقب مشاركتها في ثاني عمل فني لها بمسلسل الرجل الآخر بطولة العملاق الراحل نور الشريف والجميلة ميرفت آمين وإخراج القدير مجدي أبو عميرة قبل 25 عامًا..

 

حيث حصد هذا المسلسل نجاحًا مدويًا لنجومية وشعبية بطله وقصته المشوقة والتي تدور حول رجل أعمال كبير يرتكب عدد من الأعمال السيئة والمشبوهة، يتعرض لحادث يفقد ذاكرته على أثره فيستقر به المقام وسط حارة شعبية، ورغم أن حلا شيحة قدمت دورًا عاديًا لأبنة نور الشريف إلا أنها بملامحها الجميلة الهادئة وطزاجتها والنجاح الكبير للمسلسل لفتت الأنظار إليها بقوة وحظيت بكثير من الكتابات المشجعة والمادحة، للدرجة التي وصلت إلى تكالب عدد من النجوم والمخرحين والمنتجين عليها!

 

فقيل وقتها أنها بطلة كل أفلام نجمي الكوميديا الشابين الأبرز وقتها علاء ولي الدين ومحمد هنيدي! وانهالت عليها العروض السينمائية والتليفزيونية فلعبت بطولة عدد من الأفلام في سنوات قليلة منها.. ليه خلتني أحبك، السلم والثعبان، اللمبي، عريس من جهة أمنية، راجعلك يا إسكندرية، غاوي حب، ولكنها لم تثبت فيها موهبة كبيرة بحجم ما حظيت به من دعاية وتهليل! 

ثم ما لبثت أن اعتزلت وتحجبت وابتعدت لنحو 13 عامًا لتعود شبه فاقدة البريق وناسية التمثيل بأدوار أقل حتى من بداياتها مثل خيانة عهد، مش أنا، إمبراطورية م.

 

أسماء والسندريلا الجديدة

أما في الآونة الأخيرة فهناك عدد من النماذج الصارخة من الوجوه الشابة والجديدة من الجنسين الذين تنهال عليهم الإشادات والتعظيم والألقاب، رغم أن موهبة أغلبهم العادية جدًا وعدم وجود سوابق أعمال جيدة وواضحة لهم ولا تاريخ يذكر! 

 

ومن أبرز هؤلاء من الفنانات الشابات نجد أسماء أبو اليزيد التي في رأيي هي الأفضل بين الوجوه الشابة وتستحق أدوار البطولة بالفعل، لما قدمته من أدوار متنوعة بأعمال ناجحة مثل الآنسة فرح، الاختيار، بطن الحوت، صلة رحم ولكن المبالغة في تقديرها والإشادة بها قد تأتي بنتائج عكسية وأنصحها بالإقلال من أعمالها بعض الشيء والتدقيق أكثر فيها.


أما أسماء الأخرى أو أسماء جلال فحكايتها حكاية حيث لم أعرف منذ زمن بعيد وجه جديد حظي بكل هذا القدر من المديح والتعظيم والألقاب مثلما نالت وتنال هي! رغم أن عمرها الفني لا يتعدى 6 سنوات! فما لبثت أن أدت دورين معقولين في مسلسلين هما الهرشة السابعة وغرفة  207 حتى انهالت عليها الأعمال والبطولات في التليفزيون والمسرح، كأن المنتجبين والمخرحين والنجوم كانوا في انتظارها منذ سنوات طويلة! 

 

فهي بطلة أمام محمد إمام في فيلمين اللعب مع العيال وشمس الزناتي الجاري تصويره حاليا وتشارك في بطولة فيلم آخر هو هيبيتا 2، وفي التليفزيون بطلة أمام هشام ماجد في أشغال شقة، ومسرح مع أحمد حلمي في ميمو، ولديها أعمال كثيرة أخرى تنتظر التصوير في الفترة المقبلة! 

 

كما أطلقت عليها عدة ألقاب أبرزها وأعجبها السندريلا الجديدة خليفة سعاد حسني! كل ذلك رغم أن البنت عادية الموهبة ومن المبكر جدًا الحكم عليها وإن كانت تتمتع بوجه جميل مريح وهادئ وحضور جيد لا أكثر!

 


ومن النماذج المشابهة ولكن بدرجة أقل من الاهتمام والتعظيم هناك رنا رئيس ومايان السيد وسلمى أبو ضيف  وجيهان الشماشرجي وآية سماحة وغيرهن، ورغم إقراري بتمتعهن كلهن بدرجات معقولة من الموهبة والقبول خاصة رنا وآية، إلا أنهن مازلن في البدايات ويحتجن مزيد من الوقت والأعمال والاستمرارية في النجاح حتى يقفن على أرض صلبة ويثبتن مدى استحقاقهن النجومية والشهرة!

الجريدة الرسمية