رئيس التحرير
عصام كامل

معظم النجوم شعارهم أبجني ولا تسألني عن القيمة الفنية!

يمر الفنان خاصةً الممثل بثلاث مراحل في مشواره، الأولى مرحلة البدايات والتي قد يلعب الحظ والصدفة دور البطولة فيها، فيجد نفسه بطلًا بعد أن اختصر له الحظ نصف الطريق، أما في غالبية الأحيان يكون عليه أن يعاني ويحفر في الصخر حتى يصل إلى الشهرة..  

 

المرحلة الثانية مرحلة الانتشار والتي فيها يبحث الفنان عن تأكيد نجاحه السابق بالمزيد والكثير من الأعمال وهو ما قد يجعله يخطئ في بعض اختياراته والذكي هو من يتجاوز هذه المرحلة الدقيقة بأقل الخسائر! 

 

أما المرحلة الثالثة والأخيرة والتي تسمى مرحلة النضج وفيها يصبح الفنان أكثر نضجًا فنيًا، وأثقل خبرة، وأرسخ اسما، ومن ثم عليه التدقيق بشدة في اختياراته التي تصير محسوبة له أو عليه بشكل واضح، حفاظًا على تاريخه ونجاحاته السابقة، ومن ثم في هذه المرحلة من المفترض أن يرفض فيها أعمالًا كثيرة لا تضيف له بل وقد تسحب من رصيده عند الجمهور.


ولكن في وأقع الأمر نجد أن معظم فنانينا لا يلتزمون بمتطلبات هذه المراحل ويضربون بها عرض الحائط! فهم في مرحلة النضج والشهرة والنجومية والثروة يكثرون من تقديم الأعمال بشكل غير مسبوق فنشاهدهم في السينما والتليفزيون والمسرح إضافةً إلى البرامج والإعلانات وكل نشاط يدر أموالًا مهما كان! 

 

ومن ثم يصلون بالناس إلى درجة  الشعور بالزهق والملل والتشبع التام منهم! بل والضيق من هؤلاء الفنانين خاصةً وأن غالبية ما يقدمونه لا يضيف ولا يسمن أو يغني من جوع!


والأمثلة على هذه النوعية من الفنانين كثيرة في الوقت الحالي، ولعل الأسباب التي تدفع هؤلاء إلى هذا السقوط والتنازل الفني قد تكون مادية في البداية، ولكنها تتحول بعد ذلك إلى طمع ونهم مستمر إلى حصد المال ورغبة محمومة في التواجد دائما بصرف النظر عن شكل هذا التواجد وقيمته ومستوى ما يقدمه، إضافةً إلى حالة اللامبالاة والإنكار لدى بعض هؤلاء الفنانين فيفقدون معها جزءا كبيرا من وتقدير وتعاطف الجمهور معهم وهنا مكمن الخطورة!

ملح ضار 

لا خلاف على الموهبة الكبيرة والقبول الشديد اللذين يتمتع بهما الفنان بيومي فؤاد،  الذي صار في وقت ما كالملح في الطعام لا غنى عنه، ولكنه أفرط بشدة في استخدام هذا الملح حتى أصبح مضرًا بالصحة! 

 

فقد نلتمس له العذر في البداية حيث كافح وعانى كثيرًا لمدة تزيد عن 15 عامًا حتى بداية معرفة الجمهور به في مسلسل الكبير أوي، ومن ثم كان عليه تعويض كل سنوات الحرمان والصعلكة الفنية بالمزيد والمزيد من الأعمال التي تجاوزت ال 250 عمل بين التليفزيون والسينما والمسرح والإذاعة وتقديم البرامج والإعلانات كل ذلك في زمن قياسي لا يتعدى ال 13 عامًا فقط.. 

 

وهذا رقم ضخم لم يتحقق لفنان من قبل ويصعب على فنان آخر إدراكه مستقبلًا! وبعد أن كان بيومي فؤاد يقدم الأعمال الجيدة في بدايات شهرته مثل.. طرف تالت، رقم مجهول، لا مؤاخذة، هي ودافنشي، صار بعد ذلك لا يلتفت إلى ذلك ويقبل تقريبًا معظم الأعمال التي تعرض عليه، مهما كان مستواها الفني متواضعًا! حتى إقترب من المشاركة في 30 عملًا في السنة الواحدة!

 

 فهو لا يمانع من أدوار البطولة التي لم تحصد سوى الفشل الذريع في شباك التذاكر بأفلام مثل.. مغامرات كوكو، إيتنين للإيجار، أسود ملون، تاني تاني، أو من الأدوار الثانية والثالثة وحتى ضيوف الشرف! ورغم تراجع شعبيته بدرجة ما على خلفية خلافه مع الفنان محمد سلام إلا أنه ما زال مطلوبًا في السينما خاصةً الأفلام التي تعرض بالسعودية ودول الخليج.

نجمان من العيار الثقيل

محمود حميدة وعمرو عبد الجليل نجمان موهوبان من العيار الثقيل، الأول صاحب الرصيد الكبير من الأعمال السينمائية المهمة منذ بداية مشواره بأفلام مثل الإمبراطور مع أحمد زكي، فارس المدينة للمخرج محمد خان،  شمس الزناتي مع عادل إمام ومرورًا ب إنذار بالطاعة لعاطف الطيب، إسكندرية نيويورك ليوسف شاهين، بحب السيما.


وبعد أن كان مقلًا في أعماله مفضلًا الكيف على الكم تغير 180 درجة وصار ينتهج العكس،  فكثرت أعماله بالسينما في السنوات الأخيرة وكان أغلبها أقل بكثير مما قدمه من قبل ومن هذه الأعمال، مثل.. ريجاتا، أهواك، قط وفار، الغسالة، مطرح مطروح.


أما الثاني كانت بداياته تبشر بنوعية مختلفة من الفنانين بعمله مع المخرج الكبير يوسف شاهين في أكثر من فيلم، قبل أن يصيبه سوء حظ أبعده لسنوات عديدة عن الأضواء حتى أعاده المخرج خالد يوسف للسينما بأفلام هي فوضى، حين ميسرة،  كلمني شكرًا،  ثم توالت أعماله وشهدت طفرة في الكم على حساب الكيف وتخطت ال10 أعمال متنوعة في السنة! وأعتقد أنه هو الآخر يحاول تعويض ما فاته عندما خاصمه المخرجون والمنتجون لسنوات.

دافنشي وغادة

خالد الصاوي واحد من أكثر الفنانين موهبة وقبولًا،  فكل عمل يقدمه يترك فيه بصمته الخاصة المختلفة عن الآخرين، وتشهد على ذلك العديد من أعماله في السينما والتليفزيون مثل.. جمال عبد الناصر، كباريه، الفرح، خاتم سليمان، هي ودافنشي.. 

 

 ولكنه في السنوات الأخيرة رفع هو الآخر شعار الكم على حساب الكيف! ومن ثم وجدنا له أعمالًا ضعيفة ومتوسطة مع فنانين أقل منه بكثير منها.. مغامرات كوكو، صندوق الدنيا، تماسيح النيل، وقت إضافي،  ليه تعيشها وحدك.

 


أخيرًا تأتي النجمة الجميلة غادة عادل ضمن الفنانين الذين صاروا لا يهتمون بالقيمة والكيف ولا يدققون في اختيار أدوارهم، المهم التواجد بأي شكل وصورة ومع أي حد! ونظرة على أعمالها في السنوات الأخيرة تؤكد ذلك.. الخطة العايمة، ساعة إجابة، البطة الصفرا، مرعي البريمو..

الجريدة الرسمية