السيسى في أنقرة
في عام 2015 وبدعوة من مستشارة الرئيس للأمن القومى فايزة أبو النجا شاركت مجموعة من الشخصيات في مناقشة عميقة حول التحديات التى تواجه الأمن القومى المصرى، وقد طالب أغلبية الحضور بتطبيع العلاقات المصرية الايرانية، غير أننى لم أكتف بذلك فقط بل طالبت أيضا بتطبيع العلاقات المصرية التركية نظرا لأن تركيا مثل إيران تعد قوة إقليمية مهمة في منطقتنا.
وقد فاجأ وصدم ما قلته الحضور لان علاقاتنا مع تركيا كانت شديدة التوتر وقتها.. لكن ها هو الزمن يمضى والسنوات تنقضى، ويقوم الرئيس السيسي بزيارة تركيا بِعد أن زار الرئيس أردوغان مصر قبل ستة أشهر مضت..
وسبق ذلك جهودا إستمرت سنوات استهدفت تطبيع العلاقات المصرية التركية، بعد الاستجابة لعدد من المطالب المصرية لتهيأة المناخ لتحقيق ذلك، بالاضافة إلى إزالة أسباب الصدام، وتنسيق السياسات الخارجية للبلدين وصولا إلى التعاون بديلا للصدام.
ولعل إنتهاج مصر وقيادتها أكبر قدر من الحكمة لعب دورا أساسيا لتطبيع العلاقات المصرية التركية، بل والوصول إلى التنسيق الاستراتيجى بين البلدين الذى سيدشنه عقد أول إجتماع للمجلس الاستراتيجى برئاسة الرئيسين، والذى سيناقش العديد من القضايا الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط والقرن الافريقى، وتتعلق بدول عربية مثل ليبيا وسوريا والسودان وبالطبع فلسطين، بالاضافة إلى قضايا الصومال وإثيوبيا وسدها.
وبالطبع نحن لا ننشد تطابقا في المواقف والرؤى بين البلدين ولكن أن تصير العلاقات بين البلدين طبيعية تخلو من التوتر بما يسمح بتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، تجارة واستثمار، وأن تسود لغة التفاهم والحوار المستمر وتحقيق التنسيق في القضايا التى تهم منطقتنا وعالمنا فكلانا قوة إقليمية مهمة.