رضا الناس!
الحكومات لا تكسب رضا الناس بمجرد كثرة حديث مسئوليها معهم! بل أحيانا تفقد الحكومات رضا الناس إذا كان حديث مسئوليها لهم مثيرا للضيق والاستفزاز، ولا يراعى واقع حياتهم!
الناس فى كل زمان ومكان لديهم مقياسا وحيدا فقط يمنحون به رضاهم أو يحبونه عن الحكومة، وهو مستوى معيشتهم.. فاذا تراجع مستوى معيشتهم وزادت الضغوط المعيشية عليهم لا يمكن أن تكسب الحكومة رضاهم، بل ستنال غضبهم وسيراعون لليوم الذى ترحل فيه وتأتى بدلا منها حكومة جديدة ترفق بهم وتهتم برفع مستوى معيشتهم..
أما إذا تحسن مستوى معيشتهم فانهم سيمنحون كل ما لديهم من رضا للحكومة ومسؤوليها وسيتمنون أن تستمر للأبد.
ورضا الناس على الحكومة ليس نوعا من الترف، بل أنه ضرورة مهمة للحكومات لتمضى فى عملها فى هدوء واستقرار، وبالتالى هى ضمان لنجاح عملها هذا، فضلا عن أن الحكومة، أى حكومة، تأتى لتخدم الناس، كل الناس، ولا تخدم أعضاءها فقط!
ولذلك تسعى الحكومات طوال الوقت لتحظى برضا الناس وتشعر بالقلق كلما كشفت استطلاعات الرأى الدورية التى أضحت عادة في كثير من الدول، عن تراجع هذا الرضا، أو إنخفاض شعبيتها وتقوم بتقديم الكثير من الوعود لهم باصلاح الأحوال وتحقيق التقدم، وإتخاذ القرارات التى تخفف معاناتهم وتزيل ما يشكون منه..
أما في الدول التى لا توجد فيها استطلاعات رأى فإن الحكومة تقيس شعبيتها بما يرد فى تقارير الرأى العام التى تعدها بعض الأجهزة الأمنية.