رئيس التحرير
عصام كامل

الحوار المفقود في جولة رئيس جامعة عين شمس!

كنا نتمنى أن يحرص رئيس جامعة عين شمس د محمد ضياء زين العابدين على لقاء المرضى الذين يتلقون خدمات صحية وعلاجية بمستشفيات الجامعة التي تفقد أقسامها المختلفة، للاستماع لآرائهم فيما تقدمه لهم الجامعة من خدمات طبية، ويعرف عن كثب شكاواهم ويعمل على إزالة أسبابها ليتحقق الهدف المنشود من المستشفى الجامعي، تمامًا كما فعل مع طبيب فيديو خناقة محمد فؤاد الذي التقاه وأجرى معه حوارًا خلال جولته بمستشفى عين شمس التخصصي وهو الطبيب الذي أثار جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي.

فإذا كان رئيس الجامعة قد أراد أن تصل رسائل الدعم لكل طبيب يعمل في مستشفيات جامعة عين شمس وغيرها وهو شيء يحسب له بلا شك، لكن الرسالة الأهم في رأيي هو عدم إغفال رأي الجمهور فيما يقدم له من خدمات علاجية ورعاية طبية من مستشفيات الجامعة التي تحتل المرتبة الثانية في مصر بعد الجامعة الأم؛ جامعة القاهرة.

الزيارات الميدانية للمستشفيات لمتابعة سير العمل على أرض الواقع غاية في الأهمية، للوقوف على مستوى الأداء في مرفق هو الأهم في الخدمات التي تتعلق بحياة الإنسان وصحته أغلى ما يملكه الإنسان في حياته.

الحفاظ على حقوق الأطباء من أي اعتداء وخصوصًا من بعض ذوي المرضى أمر واجب، لتمكين أصحاب البالطو الأبيض من أداء رسالتهم؛ لكن الحفاظ على حقوق المرض أهم وأولى بالرعاية وهو ما يطرح سؤالًا منطقيًا: هل إذا وجد المريض الرعاية المناسبة في المستشفى - أي مستشفى - فما حاجتهم لافتعال المشكلات والتعدي على الأطباء..

وهو ما بات ظاهرة تضاف للأسباب الطاردة للأطباء في مصر، وهجرتهم للخارج بصورة لافتة للنظر تستدعي دراستها والوقوف على أسبابها لمنع تفاقمها، حتى لا يحرم البلد من أهم عنصر في نجاح المنظومة الطبية وهو الكوادر الطبية الماهرة، التي تتحمل الدولة تكلفة باهظة في تعليمهم يحصلوا على شهادتهم ويصبحوا مؤهلين للعمل في هذا المجال الصعب.

نرجو أن يواصل رئيس جامعة عين شمس وكل رؤساء جامعات مصر وكل مديري المستشفيات الحكومية والخاصة جولاتهم الميدانية على المستشفيات، لمتابعة جودة الخدمات المقدمة للمرضى والاستماع لشكاواهم وما أكثرها، ويكفي معاناة الناس مع نواقص الأدوية التي تؤرق المرضى وتهدد حياتهم.

المريض إذا وجد الرعاية المناسبة والعلاج بأسعار معقولة سوف يرتفع بالضرورة مستوى رضاه عن الحكومة ليصبح داعمًا لها، فلا تؤثر فيه شائعات هنا وأكاذيب هناك غرضها استهداف الجبهة الداخلية، فما يراه المواطن بأم عينيه يصعب أن يكذبه لمجرد شائعة كاذبة..

والعكس صحيح تمامًا وهو ما ينبغي أن يعيه كل مسئول في كل مكان؛ فالدولة في حاجة لمسئولين يتمتعون بحس سياسي يدرك معنى تقلد المناصب العامة والقيادية في كل موقع.. تحية لكل مسئول يضع المواطن ورضاه على رأس أولوياته!

الجريدة الرسمية