رئيس التحرير
عصام كامل

ويبقى التنفيذ الأمين لتوصيات الأعلى للإعلام!

أن تأتي متأخرًا خيرٌ من ألا تأتي أبدًا، هذه مقولة تنطبق على المجلس الأعلى للإعلام الذي أعلن أخيرًا توصيات مبادرة التنظيم الذاتي للإعلام، وهو ما طالبنا به كثيرًا في هذا المكان، لوقف السيولة والفوضى الإعلامية خصوصًا في البرامج الرياضية وبرامج التوك شو التي باتت ساحة للسجال والتنابز والصوت الزاعق بلا محتوى هادف وجاذب؛ الأمر الذي جعل ضرر بعضها أكبر من نفعه!


المجلس الأعلى للإعلام أوصى بتفعيل مواثيق الشرف الصحفية والإعلامية والأكواد، وضبط مدة الإعلانات مقابل المواد الدرامية والبرامج، والاهتمام ببرامج الأطفال والشباب والثقافة، وتدريب مقدمي البرامج الرياضية وفتح مساحات لجميع الرياضات ورأيي أن وجوهًا إعلامية كثيرة في حاجة لمثل هذا التدريب الذي ينبغي إسناده لأهل التخصص والخبراء المشهود لهم بالكفاء والنزاهة والمصداقية إن أردنا تعزيز مصداقية وكفاءة المنظومة كلها!


والأهم هو التوصية بضبط وقت البرامج الحوارية بما لا يزيد عن ساعة ونصف الساعة، والحد من الآراء الذاتية لمقدمي البرامج والمحاسبة على الأخطاء، وعدم تحويل برامج توك شو لبث الأفكار الخاصة بالمذيعين الذين إشتهر بعضهم بحنجورية زاعقة لا منطق لها ولا تأثير، وبعضهم يلجأ للشتم والسب على الهواء ردًا على شرذمة مارقة وهو ما يحدث بالطبع أثرًا عكسيًا في المشاهدين.


والسؤال: هل نجد جمعيات فعالة ومؤثرة لحماية حق الجمهور في المشاهدة النظيفة لنستعيد هذا الجمهور للشاشات والمنابر المهجورة، وهل يبادر الأعلى للإعلام بعقد مؤتمر صحفي على فترات منتظمة ومتقاربة للإعلان عما تحقق من تلك التوصيات وأسباب عدم تنفيذ بعضها الآخر؟!


نتمنى أن تجد توصيات الأعلى للإعلام طريقها للتنفيذ وأن يسهر هو ومساعدوه على تنفيذها لتعزيز المصداقية في إعلامنا ومجلسه الأعلى لتكون تلك بداية لتحقيق الانضباط في الإعلام عامة والصحافة بوجه أخص.. فكلما كان هذا الإعلام قويًا منضبطًا صار تأثيره أقوى وهو ما يصب في صالح الدولة.


ومن حسن الطالع أن نقابة الصحفيين تستعد لعقد مؤتمرها الجامع بحضور خبراء وأساتذة الصحافة وقادة الصحف لوضع خارطة طريق لمستقبل الصحافة، وهو ما نتمنى أن يكون بداية لبعث الروح في الصحف القومية والخاصة، ومدخلًا لبناء شراكات جادة بين كليات الإعلام والمؤسسات الإعلامية.

 


ما أحوجنا لصحوة إعلامية برؤية علمية جادة ورصينة ونظرة موضوعية مشفوعة بقناعة مفادها أن الإعلام القوي صمام أمان وعلاج ناجع لكثيرمن آفاتنا ومشكلاتنا المزمنة!
هل ما طالب به المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام سيدخل حيز التنفيذ.. أم سيظل حبرا علي ورق؟!

الجريدة الرسمية