رئيس التحرير
عصام كامل

عن محمد فؤاد وطبيب الطوارئ!

لا شك أن الشخصية العامة من المشاهير في كافة المجالات الفن، الرياضة، الأدب، السياسة، الإعلام، الصحافة إلى أخره خاصةً النماذج الإيجابية منها، تتمتع بقدر واسع من الاحترام والتقدير والإجلال والحب، لما تقدمه من عطاء نافع ومفيد للمجتمع كل في مجاله.. 

 

ولاشك أيضًا أن نجوم الفن بصفة خاصة يحظون بنصيب أوفر من الشهرة والتقدير عند غالبية الناس، الذين يجدون في أعمال هؤلاء سواء في التمثيل أو الغناء وسيلة للترويح عنهم والمتعة في ظل قسوة الحياة وظروفها الصعبة والضاغطة، خاصةً بعدما ساهمت وسائل السوشيال ميديا في تقريب واختصار الجهد والمسافات وتقوية العلاقة بين نجوم الفن والناس العاديين وصارت كل شاردة وواردة عن الفنانين متاحة للجميع على هذه الوسائل والشبكات العنكبوتية الجبارة!

 

 ولكن ليس معنى تمتع نجوم الفن بهذه الحظوة والمكانة المتميزة في المجتمع وعند غالبية الناس أنه يتوجب على من يتعامل معهم في أي مكان ووقت وموقف أن يعاملهم معاملة خاصة، تختلف عن باقي أفراد المجتمع، أو يمنحهم أي تمييز عن الآخرين من أي نوع.. 

وأن يقدم لهم أي تجاوز أو يشعرهم بالاختلاف وأنهم فوق القانون والقواعد والأصول المتعارف عليها، فالكل سواسية متساوون في الحقوق والواجبات خاصةً عندما يتعلق الأمر بتقديم خدمات لهم في المؤسسات والمصالح والهيئات العامة والخاصة، التي تتعامل مع الجميع مثل المستشفيات والبنوك وغيرهما، وذلك حتى لا يختل ميزان العدالة التي ننشدها جميعا ونتمناها وتضيع الحقوق.

محمد فؤاد وطبيب الطوارئ

الفنان محمد فؤاد واحد من أبرز نجوم الغناء في مصر والوطن العربي لما يزيد عن 30 عامًا، ويتمتع بشعبية كبيرة لدى أجيال مختلفة اكتسبها من احترامه لفنه ولجمهوره على اختلاف طبقاته ومستوياته، ولم يعرف عنه يومًا أنه غاوي مشاكل، أو أنه يتعالى على الناس سواء كانوا من جمهوره أو محبيه أو من غيره! 

 

وتاريخه الفني الحافل لخير شاهد على ذلك، ومن ثم ما حدث من واقعة أخيرة بينه وبين طبيب الطوارئ بمستشفى عين شمس التخصصي من إتهام كل منهما بالاعتداء على الآخر بالقول والفعل، وتبارى كل منهما في تقديم بلاغ وعمل محضر ضد الآخر لأمر غريب وطارئ وجديد بالنسبة لفؤاد!

 

أعتقد أن وسائل السوشيال ميديا وآلاتها الجبارة قد استغلت الفرصة لإشعال الأزمة بدون لازمة من أجل الترند الذي صار هاجس الجميع ومبتغاه! حتى وصلت الأمور إلى النيابة وسلطات التحقيق التي تباشر الواقعة حتى كتابة هذه السطور.. 

 

والحقيقة أن هذه الواقعة لم تكن لتستحق كل هذه الضجة المبالغ فيها لو لم يكن أحد طرفيها هو نجم كبير بحجم محمد فؤاد! وهي واقعة عادية حدثت وتحدث للأسف مئات المرات بين أطباء وذوي المرضى في العديد من المستشفيات العامة والخاصة، أيضًا وبين مواطنيين عاديين وموظفين في شركات أو مصالح أو هيئات إلى آخره! 

 

شجار ينتج عن سوء تفاهم أو مزاج ليس في أحسن حالاته، ومعظمنا يعاني من هذا المزاج بفعل الظروف الصعبة التي نعيشها على كافة المستويات! تطور الأمر إلى تراشق بالألفاظ من الطرفين كاد أن يصل إلى ما لا يحمد عقباه، أساسه حالة الخوف والقلق الشديد التي كان يمر بها الفنان محمد فؤاد نظرًا لسوء الوضع الصحي لشقيقه وعدم سرعة استجابة طبيب الطوارئ لطمأنته وعدم تفهمه لهذه الحالة.. 

مما أغضب فؤاد الذي كان يعتقد أن نجوميته كشخصية عامة ستشفع له عند هذا الطبيب في قدر أكبر من الاهتمام، ولكن هيهات فحدث ما حدث لأن الطبيب على مايبدو لا يعير لهذه الأشياء أدنى اهتمام! وتصوري أن كلا الطرفين قد أخطأ ولكن خطأ الطبيب أكبر بكثير.
لأنه تجاهل الرد أكثر من مرة على فؤاد عند حضوره إلى المستشفى وتعامل بنوع من التعالي والتجاهل مع شخص لو تناسينا أنه نجم كبير فهو في سن والد هذا الطبيب الشاب! 

بل حاول ضربه والاستيلاء على تليفونه المحمول عندما هم بتصوير واقعة التعدي عليه من الطبيب باللفظ والفعل، ومن الممكن أن يكون محمد فؤاد قد تجاوز في حق الطبيب بعد ذلك، ولكنه لم يكن الفعل بل رد الفعل! ولو كان الطبيب الذي من أساسيات واجبه ووظيفته أن يحسن التعامل مع مرضاه ومع الجمهور، أحسن استقبال فؤاد بابتسامة خفيفة ورد على سؤاله عن حالة شقيقه دون تجاهل ولا مبالاة ما حدث شيء، وانتهى الأمر وكفى الله المؤمنين شر القتال!

 الصلح خير

نصيحتي للطرفين حتى يتم تجاوز هذه الواقعة المؤسفة، عليكما بالتصالح والتنازل عن المحاضر المتبادلة من كل طرف ضد الآخر، وتصفية الأجواء سريعًا، بعيدًا عن التسخين والشحن المبالغ فيه الذي تزكيه وسائل السوشيال ميديا وأنصار كل من الفريقين المتنازعين..

 

 

وبعيدا عن بيانات نقابة الأطباء وجامعة عين شمس التي تتبعها المستشفى التي يعمل بها طبيب الطوارئ، والتي من حقها الأصيل وواجبها المحتوم الدفاع عن كل المنتميين إليها، وأن يعتبرا هذه الواقعة مجرد حدث عابر وطارئ غير مقصود لا أكثر، وأن يعتذر كل طرف للآخر.. 

فالفنان محمد فؤاد يعبر عن تقديره واحترامه لجموع الأطباء ودورهم الحيوي في المجتمع، وطبيب الطوارىء يثمن دور الفن الهادف ونجومه الكبار أمثال محمد فؤاد في إسعاد الناس، وتنتهي القصة والتي أعتقد أنها في طريقها لذلك خلال الأيام القليلة المقبلة إن شاء الله.

الجريدة الرسمية