رئيس التحرير
عصام كامل

التقل صنعة

هذا المثل المنتشر أو هذه المقولة المعمول بها لا تزال مقنعة وجاذبة بشكل مرعب بين الستات والرجال، بل فيما بين النوع الواحد، بين الستات والستات والرجال فيما بينهم، وهى نصيحة موروثة تتجدد عبر الأجيال، وكما قلت فإن تسويقها يمضي علي قدم وساق، لكن يبقي السؤال: لماذا التقل صنعة؟ هل هناك ضرورة لها؟ ولماذا العناء في العلاقات؟ ولماذا المرواغة في أي علاقة عاطفية أو غيرها؟


اليسر والسهولة في العلاقات والتعبير عن المشاعر سواء حب أو غضب أو إعجاب أو أيا كان نوع المشاعر ونوع العلاقة هي بوابات مفتوحة تفضي بنا إلى رحاب التفاهم، ودعم المشاعر المتبادلة بصراحة ووضوح.


أما التقل هو كتم وكتمان للمشاعر سواء في الاعجاب أو الغضب أو غيرها من الأحاسيس والآراء، وهو يؤدى إلى سوء الفهم وعدم الراحة وفي بعض الأوقات الوصول إلى نتائج عكسية، ولكن الشعور المتبادل نتائجه واضحة وضوح الشمس؛ فالرقة تولد الرقة والابتسامة تجلب الابتسامة ولكن الثقل يولد الانتظار والظنون.. وما أدراك ما الظنون!


فلابد أن ندرك أن العلاقات في الحياة بصفه عامة تقوم على التبادل والمشاركة.. تبادل الحب.. تبادل المنفعة، ولكن هناك جانبا آخر للتقل في العلاقة العاطفية من جانب المرأة بشكل أكبر لآن من سمات الرجل هو الإقدام والبدء في البوح، دور المرأة أن تكون مستقبلة بشكل أكبر.. 

 

ومما لا شك فيه أن التقل استراتيجية ونوع من المناورة النفسية يلعبه أحد الطريفين أمام الطرف الآخر، وكلمة التقل في حد ذاتها تشير إلى مزيج من التصرفات والسلوكيات المتمتعة والمقصود بها إثارة اهتمام الطرف الآخر، ونيل حبه، ودفع العلاقة للتطور.. 

وأن هذا التلاعب النفسي ومنح الإشارات المتضاربة ممتع في بعض الأحيان إذا كان بحدود، ولكنه ياتى بنتائج عكسية إذا زاد عن حده، ولهذا فأن كلمة التقل صنعة كلمه مستفزة لمن يبحث عن علاقة جدية ودافئة وواضحة وصريحة دون تلاعب حتى وإن كان حميدا..


وهناك ستات كثيرات يلعبن هذه اللعبة النفسية لانها تعتقد أن بعض الرجال لا يحب المرأة سهلة المنال، ولذلك تتلذذن بالتقل والمراوغة في العلاقة، والسيدات اللواتى التقل من غير طبعهن ويتصنعن التقل سرعان ما يزهدن اللعبة، ويسلمن قلوبهن سريعا إذا أثبت لهم الشريك أنه رجل مستقيم فعندها تنتهى خطة التمنع.


ولكن هناك سيدات يستخدمن تكتيك التقل لفترة طويلة، ويتقن التلاعب لتحقيق مكاسب كثيرة ومستمرة في العلاقة، وهذه المكاسب تختلف من سيدة لأخرى، مكاسب مادية وأخرى عاطفية وأخرى نفسية وهكذا..

 


وخلاصة القول أن التقل مش صنعة، والبوح بالمشاعر يفوز، والعلاقات الواضحة والسهلة من أجمل ما يكون، والتقل قد يكون ممتعا ومفيدا ولكن بحدود.

الجريدة الرسمية