سجين الزمن!

 وماذا بعد؟ ألم يحن الوقت لتحطيم هذا الصندوق الضيق والخروج منه؟ أليس هذا هو الوقت المناسب لتدرك أن هذا الصندوق هو سجن الماضى؟ برغم أنه كان سجن أفكارك وذكرياتك وتخيلاتك الناعمة منها والجامحة، فلا تنس أنه علمك الصح والخطأ، وكان بوصلة توجهاتك ومنارة سفينتك المضطربة..

العيش في صناديق الماضى تجعلك لا ترى روعة المستقبل وخصوصا لو لم يغب عن ذهنك لحظة واحدة أنها حياة واحدة، وقصيرة وخاطفة، كلمح البصر، وهى تركض وتفر أمامنا في آيام السعادة، إنتهز الفرصة وإركض نحوها ولا تتوقف، فإن العمر لا ينتظرك، لا تستهلك نفسك في إجترار ما فات أو تندم، أنظر إلى عقارب الساعة، إنها عمرى وعمرك.. دقات العقارب هي الثواني. فالدقائق فالساعات فالأيام والشهور والسنين. الوقت فوقك سيف يمر على رقبة وجودك، فإغنم من الحاضر لذاته كما تغني الخيام.

الوقت ليس في صالحك أبدا إنه نسبي وخادع، يهرب مسرعا وقت الفرحة ويجثم علي صدورنا وقت الانتظار.. تعلم التخطى والتجاوز. تعلم فن مناورة الوقت، تعلم أن تتعلم من أخطائك سريعا وأن تتخطى بسرعة الأشخاص التوكسيك، أي السامين سم الأفاعي، إسرع لآن هؤلاء تعطيهم لك الحياة على هيئة دروس فتجاوزهم لكي لا تنفد بطارية الوقت المحدد لك عمرا.

غير طريقة تعاملك مع نفسك المملة أو اللحوحة المتطلبة وإعلم أن الحياة سوف تكافئك بطاقة ايجابية تدفعك بقوة نحو النجاح، وتجد أشخاصا أفضل. لا تتعطل عند مطبات المشاكل، بل إنهض سريعا وتعلم الدرس، وإمضى وأنت في نسختك القوية التى تكتسب في كل لحظة في هذه الحياة دروسا..

فأنت من 10 سنوات لست كما أنت الآن، إنها خبرة وتجارب السنوات التى تظهر نسخة منك ربما لو لم تمر عليك تلك التجارب ما أدركت أن بداخلك تلك النسخة التى تبهرك أنت أولا قبل أن تبهر غيرك.

شيخ أون لاين

خلاصة القول: إستثمر في نفسك وفي وقتك الحالى، ولا تندم على ما فات، وإجعل نفسك الأهم والأرقى المترفع عن الصغائر، لأن تلك الصغائر تستهلك حيويتنا.. عمرك يتضاعف إن أحسنت إدارة الوقت المحدد.. المهم أن نجيب على السؤال التالي: حطمت الصندوق. أم لا ؟
حطمه الآن..