لا يصح !
هل يصح أن يخرج مسئول كبير على الناس بتصريحات إعلامية بقول فيها إننا لا نعرف ماذا ينتظرنا وسيحدث لنا ولمنطقتنا؟! بالطبع لا، لآن المفروض والمفروغ منه أن يكون هذا المسئول الكبير يعلم كل الاحتمالات التى تنتظر البلد والمنطقة، وأن يكون أيضا مستعدا لمواجهة كل هذه الاحتمالات وتداعياتها.. بحيث إذا حدث احتمال منها يواجهه فورا ودون إبطاء أو تأخر والتعامل مع تداعياته وآثاره.
وهذا ليس بدعة أو ابتكارا جديدا وإنما هو ما تسير عليه معظم الدول.. فلديها أجهزة ومؤسسات ومراكز أبحاث تدرس وتبحث وتتابع وترصد الاحتمالات، وترتبها حسب نسبة إمكانية حدوثها، وتقدم أيضا لصناع القرار مقترحات التعامل الأفضل مع كل احتمال.
وبالنسبة لمنطقتنا الآن من خلال المتابعة الدقيقة فقط لعدد من الاحتمالات ننتظرها، تتراوح ما بين اتساع الحرب فيها، وإمكانية التوصل إلى إتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ صفقة الإفراج عن الأسرى..
وكل احتمال له تداعياته علينا بالطبع لانتمائنا لهذه المنطقة، وهذه التداعيات سوف تختلف من احتمال لآخر.. وبالدراسة المتخصصة والبحث العميق سنحدد بدقة كل الاحتمالات وتداعيات كل احتمال علينا وكيف سوف نواجه هذه التداعيات.
إذن المسئولون الكبار يعرفون ماذا ينتظرنا وينتظر منطقتنا في المستقبل القريب، ويعرفون بالتبعية ماذا نحن فاعلون.. وبالتالى ليس مقبولا أن يقول مسئول كبير للناس: نحن لا نعرف ماذا ينتظرنا وينتظر منطقتنا. إن هذا الكلام يقلق الناس ولا يطمئنهم.