رئيس التحرير
عصام كامل

الثانوية العامة.. مصيدة الأحلام!

التعليم لا يزال في حاجة للجهد والابتكار والتطوير حتى تجد مصر مكانها اللائق في التصنيفات العالمية المعتبرة لجودة التعليم قبل الجامعى، والأهم أن يحقق الجاذبية والراحة والعدالة بين الطلاب، ويدفعهم للتحصيل الدراسي والتفوق بلا منغصات ولا ضغوط، ولنا في تجارب الدولة الناجحة قدوة تستلهم ونموذج يحاكى، فنلندا مثلا وهى الأولى عالميًا في جودة التعليم، تشتهر بنهجها الذي يركز على الطالب وممارساتها المبتكرة تحقق المساواة، مع إتاحة التعليم مجانًا على جميع المستويات.


ولو أردنا تطويرًا حقيقيًا فلنبدأ بتغيير نظام الثانوية العامة، حتى نتجنب مآسى ومهازل تتكرر للأسف في كل عام، بل تتوحش وتزداد شراسة وإيلامًا للطلاب وأولياء أمورهم، ذلك أنهم يستنزفون ماديًا ونفسيًا في دروس خصوصية باهظة التكلفة، وامتحانات لا يكتفي واضعوها بالفذلكة وفرد العضلات على أبنائنا الطلاب بل إنهم يتفنون في التعقيد..

 

 والأدهى والأمر أن بعضهم يقع في أخطاء ساذجة تزيد الامتحان صعوبة وعذابًا، حتى تضطر الوزارة للتدخل بإعطاء درجة كاملة لأسئلة صيغت بصورة خاطئة من قبل مستشاري المواد كما حدث في امتحان فيزياء 2024 (دفعة تخفيف الأحمال كما يحب أبناؤها أن يطلقوا على أنفسهم)..

 

ناهيك عن سهولة الغش وتفشي حالات جماعية مخيفة في بعض اللجان كما حدث في إحدى لجان الدقهلية هذا العام.. ناهيك عما تتداوله السوشيال ميديا الآن حول حصول طلاب كثر على درجات عالية تتجاوز 90% في لجان بعينها مما يثير شبهة الغش الجماعي، والتركيز في السوشيال ميديا تحديدًا على مدرستين فقط في الصالحية بالشرقية وواحدة في دكرنس بالدقهلية، خرج منها أكتر من ٨٠٠ طالب وطالبة بمجاميع فوق ٩٠٪؜.. 

مثل هذا الادعاء يحتاج إلى رد عاجل وفوري من الوزارة لتصحيح الوضع بنفي الشائعة إن كانت كذلك أو التحقيق فيها بجدية واتخاذ اللازم حتى لا يترك الأمر للبلبلة وإثارة الإحباط.. وكفي طلاب الثانوية العامة ما هم فيه من تعب وحيرة وآلام.


في زماننا كنا نعرف نتيجة الثانوية العامة من خلال الإذاعة أو من خلال ميكروفون المدرسة.. فلا تسريب للامتحانات ولا للنتيجة ولا دروس خصوصية مثلما يحدث الآن.. زماننا لم يشهد مجاميع مرتفعة كالتي نراها الآن.. 

 

أنا شخصيا حصلت علي 78% في الشعبة الأدبية وكان هذا المجموع يؤهلني لدخول كل كليات الأدبي تقريبا لكنى فضلت كلية الإعلام، رغم أنها كانت خارج التنسيق آنذاك ويتم القبول فيها عن طريق اختبارات تحضيرية وشفهية بالإضافة لمجموع لا يقل عن 70 في المائة... 

 

اخترت كلية الإعلام بدافع حبي الكبير للصحافة.. وهي النصيحة التي أوجهها لكل أبنائي الطلاب.. اختاروا الكلية التي تحبونها أنتم وليس أسركم مع احترامي لها.. ويبقي السؤال هل الثانوية العامة بكل ما فيها من متناقضات ومتاعب تحقق العدالة بين الطلاب؟ وهل هى مقياس حقيقي لمستوى الطالب؟ أقول لا وألف لا..

 

 

الثانوية العامة تحتاج إلي تغيير وتطوير حقيقي لتحقيق العدالة والمساواة بين الطلاب ووقف حنفية التسريب والغش الذي صار للأسف ثقافة مجتمعية، وإرجعوا إن شئتم إلى معدلات الرسوب لأصحاب المجاميع المرتفعة في كليات طب وصيدلة أول سنة، لتتأكدوا أن امتحانات الثانوية العامة بنظامها الحالي لازم تتنسف.. فهل يفعلها وزير التربية والتعليم الذي ما زال محل جدل حول شهادته وتعليمه؟

الجريدة الرسمية