رئيس التحرير
عصام كامل

متى تنتهى ظاهرة قائم بالأعمال؟!

حسنًا فعل وزير التعليم العالي حين أصدر قرارًا بتكليف الدكتور محمد سامي عبد الصادق نائب رئيس جامعة القاهرة، للقيام بأعمال رئيس الجامعة الأم، خلفًا للدكتور محمد عثمان الخشت الذى إنتهت مدة رئاسته للجامعة لبلوغه السن القانونية للمعاش؛ فعدم ترك المناصب القيادية شاغرة لحين تعيين قيادة جديدة، يسهم في إنجاز الأعمال وتيسيرها وعدم تعطيل مصالح الجمهور.. 

 

لكن هناك سؤالًا: لماذا تعيين قائم بالأعمال وليس رئيسًا بالأصالة لمدة محددة تسمح لصاحب هذا المنصب الرفيع بوضع خطط وسياسات يتمكن من تنفيذها بأريحية ودون ضغوط زمانًا ومكانًا؟!

 

فالمؤكد أن صاحب المنصب الأصيل ليس كالقائم بالأعمال الذي  يترقب تغييره في أي وقت، ومن ثم فلا ينصرف جهده للمشروعات والأفكار الكبرى التي من شأنها أن تحدث الفارق، وتحقق الغاية المرجوة من شغل أي وظيفة قيادية؛ فالاطمئنان يفضي إلى سلامة التفكير والقرار وجدية التنفيذ.. أما التوسع في ظاهرة القائم بالأعمال في أماكن عديدة بالجهاز الإداري للدولة فإنه يؤشر لندرة الكفاءات وقلة الكوادر.


صحيح أن الدكتور الدكتور محمد سامي عبد الصادق وهو أستاذ قانون مدني بكلية الحقوق جامعة القاهرة، وقد شغل منصب نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وعمل مستشارًا قانونيًا للمجلس الأعلى للجامعات، كما انتدب للعمل مستشارًا لوزير الشئون القانونية والمجالس النيابية (۲۰۰۳ - ۲۰۰۸)، وحصل على عدد من الجوائز العلمية والمجتمعية..

ما يعني أنه على دراية إدارية وقانونية معتبرة تبعث على الطمأنينة في جدارته بمنصب أكاديمي رفيع وهو رئيس جامعة القاهرة.. الأمر الذي يطرح سؤالًا آخر: لماذا لم يعين الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيسًا للجامعة؟!

 
قبل أكثر من عام وتحديدًا في الثامن والعشرين من فبراير 2023 كتب زميلى  الكاتب الصحفي محمد أمين في مقاله بالمصري اليوم يقول إن جامعة القاهرة لم تجد مَن يصلح رئيسًا لها بعد بلوغ الدكتور الخشت سن المعاش، فتم تعيينه قائمًا بالأعمال وتساءل: ما معنى قائم بالأعمال؟ معناه إهانة للجامعة..فهل لا يوجد من قيادات الجامعة وعمدائها ونواب رئيس الجامعة مَن يصلح لذلك؟ 

 

يقول صاحبى: إن الكلام الذى كتبته، أمس، ينطبق على أماكن كثيرة، كان الناس يعرفون ترتيبهم فى كل مصلحة وهيئة.. فما الذى حدث؟. لا أدرى! والحكاية علاجها سهل كما يقول أمين.. أن تكون هناك جهة محايدة تختار وتنتخب طبقًا لمواصفات معينة، وتقوم بالترشيح للجهة التى تصدر القرار.. وقد حدث شىء مماثل في قصر العينى، وتقدم المرشحون، وتم النظر في الأمر، ثم تأجل، فأين الوزير الذى يصدر قراره؟!


يقول أمين: فاجأنى صاحبنا بأننى مندهش من أمر أصبح فى حكم القاعدة.. وأن القائم بالأعمال أصبح يدير أى مرفق تنتهى ولاية صاحبه أو يخرج إلى سن المعاش، وقد حدث ذلك فى الكليات العريقة والجامعات، التى كانت تسير زى الساعة!

 


أضاف أمين، لوكان هناك مَن يعمل «الهوم وورك» ويقدم البديل مع اللحظة الأخيرة لرئيس الجامعة أو عميد الكلية أو حتى المحافظ، لما وجدنا محافظات عدة شهور بلا محافظ.. حدث ذلك فى المنوفية والقاهرة، وهما محافظتان تستحقان أكثر من محافظ، فإذا بالمحافظ الأصلى نفسه غير موجود!
انتهي كلام أمين ويبقى السؤال: متى تختفي ظاهرة قائم بالأعمال؟!

الجريدة الرسمية