عفوا أنغام وشيرين وآمال.. شادية صوت مصر!
مرة أخرى يتجدد الحديث والجدل عن لقب صوت مصر في الغناء، بعد أن أسست الفنانة أنغام مؤخرا شركة للإنتاج الفني وأسمتها صوت مصر! وأطلقت من خلالها ألبومها الجديد تيجي نسيب، بعد غياب 5 سنوات على خلفية انفصالها عن شركة روتانا.
وقد اعتبر النقاد والصحفيون وكل المهتمين بعالم الغناء والموسيقى ورواد السوشيال ميديا، أن تسمية أنغام لشركتها الوليدة بهذا الاسم، ما هو إلا محاولة جديدة منها لنيل هذا اللقب المراوغ الكبير بعد عدد من محاولاتها في العامين الأخيرين، من أشهرها إحياؤها حفل بموسم الرياض منذ بضعة أشهر تحت مسمى أنغام صوت مصر!
وهو ما أثار وقتها حفيظة الفنانة شيرين عبد الوهاب التي صرحت ساعتها أنها أحق مطربة بلقب صوت مصر وأن الجميع يقدمونها في الحفلات بهذا اللقب، حتى الفنانة الكبيرة إسعاد يونس استقبلتها في برنامجها صاحبة السعادة بهذا اللقب أيضًا، وأن أنغام هي التي أطلقت على نفسها هذا اللقب في حفل السعودية وهي حرة في ذلك ولكن الواقع شيء آخر!
غضب أنغام وآمال
وقد أغضبت تصريحات شيرين أنغام وآمال ماهر التي عادت بقوة في الآونة الآخيرة وصارت تطمح هي الأخرى في نيل لقب صوت مصر، ليتم من جديد فتح فصل آخر من فصول الصراع على لقب صوت مصر الذي أطلق عام 1970 على الراحلة العظيمة شادية.
عندما شدت في إحدى حفلاتها بعد هزيمة 67 برائعتها الخالدة 'يا حبيبتي يا مصر' كلمات محمد حمزة وألحان العبقري بليغ حمدي وهي الأغنية التي صارت تميمة وأيقونة نصر أكتوبر 73 وكل نصر لمصر منذ ذلك التاريخ ولم تنل أي مطربة هذا اللقب والتشريف بعد وفاة شادية حتى الآن!
الألقاب وتاريخ طويل
للألقاب تاريخ طويل ومثير مع الفن والفنانين في مصر منذ أوائل القرن الماضي حتى يومنا هذا، ولكن مع فارق جوهري هو أن معظم الألقاب زمان كانت تمنح للفنانين من الجمهور أو من كتاب أو إعلاميين كبار عن استحقاق وجدارة وأسباب موضوعية..
رغم كونها بالأساس ألقاب شرفية وليست رسمية، ومن أشهرها.. كوكب الشرق الذي أطلقه الإذاعي الكبير محمد فتحي على أم كلثوم، كروان الشرق الذي منحه الشاعر القدير كامل الشناوي لفايزة أحمد، السندريلا الذي نعت به الصحفي اللبناني الشهير محمد بديع سربية سعاد حسني، فنان الشعب - سيد درويش، موسيقار الأجيال - محمد عبد الوهاب، سمراء الشاشة - مديحة يسري، العندليب الأسمر- عبد الحليم حافظ، الشحرورة - صباح، جارة القمر - فيروز، الملك - فريد شوقي، مارلين مونرو الشرق - هند رستم، الزعيم - عادل إمام، الهضبة عمرو دياب.
سداح مداح
أما في السنوات الأخيرة فقد صارت مسألة إطلاق الألقاب على الفنانين سداح مداح !، فكل من هب ودب يستطيع بكل سهولة ويسر وبأقصى سرعة بعد الاستعانة بكتائب السوشيال ميديا الموالية له أن يهب نفسه لقبًا فخمًا مراوغا دون أن يتعرض له أحد!
ومن ثم لم تعد لمعظم هذه الألقاب قيمة حقيقية أو بريق ومن هذه الألقاب نمبر وان الذي منحه محمد رمضان لنفسه، نجم الجيل - تامر حسني، عطر الليل وفراشة الوادي - هيفاء وهبي، باشا مصر - آمير كرارة، الكومندا - أحمد العوضي - البطل والوحش - رانيا يوسف، الفنانة الشاملة - روبي، كايلي جينر الغلابة - أسماء جلال، كيم كاردشيان الغلابة - مريهان حسين !.
شادية صوت مصر
لا خلاف على الموهبة الكبيرة والمتفردة التي يتمتع بها الثلاثي أنغام وشيرين وآمال ماهر وأنهن من أفضل الأصوات في مصر والوطن العربي على مدار الـ20 عاما الأخيرة، وأن كل واحدة منهن تمتلك قاعدة جماهيرية ضخمة، تم صناعتها عبر تاريخ ممتد وحافل بالنجاحات والإبداعات التي لا يمكن إنكارها بأي حال من الأحوال، ولكل واحدة منهن أسلوب خاص جدًا في الغناء يختلف تمامًا عن الأخريين.
فأنغام أبرز ما يميزها إحساسها العالي وذكاؤها في اختياراتها وقدرتها على إبعاد مشاكلها الشخصية عن فنها، عكس الأخريين حيث طغت مشكلاتهما وحياتهما الشخصية على فنهما في كثير من الأحيان وعطلت مسيرتهما.
وإذا كانت شيرين تتفوق في الكاريزما والقبول أكثر، في حين تمتلك آمال صوت أقوى وأكثر نقاءً والثلاثة لديهن رصيد لا بأس به من الأغاني الوطنية التي من أهم المقومات حاملة لقب صوت مصر، فلأنغام أغنيات ناجحة مثل.. معنى الوطن، مصر بتكبر، بلدي التاريخ، متجمعين، وشيرين لها.. عاشت مصر، مشربتش من نيلها، بلدي، وكذلك آمال ماهر لها.. طوبة فوق طوبة، يا أم الأمم، مصر شالت فوق طاقتها.
ولكن كل هذه المقومات في رأيي لا تشفع لإحداهن لأن تحظى بلقب صوت مصر كون هذا اللقب مازال يطلق على العظيمة شادية بمنحة من الجمهور وعدد من زملائها الفنانين في ظروف استثنائية حرجة كانت يمر بها الوطن وانتهى الأمر، وإن كانت أي مطربة أخرى تبحث عن لقب فليكن غير صوت مصر، الذي ارتبط على مدار نصف قرن بشادية، مثلما هو الحال مع كوكب الشرق أم كلثوم والعندليب عبد الحليم حافظ فهل يجوز أن تطلق مثل هذه الألقاب التاريخية على مطربات ومطربين آخرين؟!