رئيس التحرير
عصام كامل

روايات اغتيال هنية ناقصة!

لدينا الآن روايتان عن عملية اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس.. الأولى إيرانية قدمها الحرس الثورى الإيرانى تقول إن الاغتيال تم بقصف صاروخى قصير المدى استهدف غرفة هنية في المبنى الذى تم استضافته فيه.. والرواية الثانية أمريكية نسبتها صحيفة نيويورك تايمز لمصادر أمريكية تقول إن الاغتيال تم بقنبلة زرعت فى غرفة إسماعيل هنية قبل شهرين وتم تفجيرها من خارج المبنى.. وكلا الروايتين ناقصتين!

 
فالرواية الإيرانية لم تقل كيف تم إطلاق المقذوف الصاروخى قصير المدى في منطقة تقع تحت سيطرة الحرس الثورى.. أما الرواية الأمريكية فهى لم تقل لنا كيف تم زرع قنبلة في مبنى تحت سيطرة الحرس الثورى ومنذ شهرين دون أن يكتشف أمرها ولو مصادفة من عمال خدمة النظافة بالمبنى.

 
وأيا كانت الوسيلة التى تم بها اغتيال إسماعيل هنية.. قنبلة أم مقذوف صاروخى.. يظل السؤال الأهم هو كيف عرف من اغتاله أنه سوف ينزل في هذا المبنى خلال  زيارته لطهران.

 
إن كلا الروايتين يكشف أن هناك اختراقا أمنيا كبيرا وضخما وفادحا في إيران سمح بمعرفة إقامة إسماعيل هنية.. وهذا الاختراق الأمنى تم من خلال عملاء داخل المبنى وخارجه، هم من قدموا معلومات دقيقة عن حتى الغرفة التى أقام فيها هنية داخل المبنى، ولذلك تم استهدافه مباشرة هو وحارس شخصى له، ولم يَصب آخرون معه كانوا في المبنى، سواء من الضيوف أو العاملين أو الحراس.. ولذلك قالت نيويورك تايمز إنه تم إلقاء القبض على طاقم حراسة المبنى واستجوابهم! 

 


وإذا كان العالم يقف الآن على أطراف  أصابعه في انتظار الرد الإيرانى على استباحة سيادتها واغتيال إسماعيل هنية في عاصمتها، فإنه ينتظر أيضا من إيران الكشف عن ملابسات حادث الاغتيال، خاصة وأنها اتهمت الموساد بتنفيذ عملية الاغتيال بمساعدة الأمريكان كما جاء في البيان الثانى للحرس الثورى عن العملية.

الجريدة الرسمية