أمريكا تخدرنا!
أنا مقتنع كل الإقتناع بأن أمريكا كانت قادرة على منع إسرائيل من إغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، وهى قادرة أيضا على الضغط على نتنياهو للقبول فورا بوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة، سواء كنا في موسم الانتخابات الرئاسية الأمريكية أو لم تكن هناك انتخابات قريبة!
فأمريكا لا تدعم إسرائيل فقط في حربها ضد أهل غزة، وعودتها العسكرية في المنطقة وإنما تشاركها في ذلك كله.. وتتنوع أشكال المشاركة بدء بتقديم كل ما تحتاجه من الأسلحة والأموال لها، مرورا بالحماية السياسية دوليا لها، وحتى الدعم الاستخباراتي لها في عملياتها العسكرية ورسم الخطط العسكرية لجيش الإحتلال الإسرائيلي.
إنها تحارب بكل ما أوتيت من قوة مع إسرائيل ضد الفلسطينيين.. ومعنى ذلك أنها موافقة على ما تقوم به إسرائيل من عربدة عسكرية وما تنتهجه من وحشية في حربها ضد أهل غزة والضفة.. وإذا كانت ترغب كما تدعى في وقف تلك الحرب فعليها أن تتوقف فورا عن مد إسرائيل بالمال والسلاح، وأن تأمرها فورا بقبول صفقة وقف القتال وتبادل الأسرى.. أما إنها لا تفعل ذلك فهذا يعنى أنها تريده وترغب به ولا تعترض عليه أو حتى مجرد تتحفظ عليه!
إن من يحارب ضدنا الآن ليست إسرائيل وحدها وإنما تشاركها الحرب أمريكا أيضا.. أما ما تعلنه من رغبة لوقف الحرب وتحقيق حل الدولتين فهو من قبيل تخديرنا نحن وكل الساعين لحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة في التخلص من الاحتلال العنصرى البغيض.. وهذا نوع آخر من الدعم الأمريكي لإسرائيل!
لذلك لا أثق فيما يحاول الأمريكان طمأنتنا به لأنهم يقولون نقيض ما يفعلون.. إنهم يتحدثون عن حل الدولتين وفي ذات الوقت يشاركون إسرائيل في تصفية القضية الفلسطينية.