لماذا يلازمنا الفشل رياضيًّا؟!
لا يجب علينا أن ندفن رءوسنا في الرمال، وأن نتغافل أو نتناسى أننا والفشل أصدقاء، وعشرة طويلة في المسابقات الرياضية، على كافة أنواعها، ومستوياتها، لا يغير من تلك الحقيقة بضعة انتصارات، وأرقام، يتم تسجيلها بصورة عشوائية، فلا تخطيط محكم، ولا إدارة ناجحة للمنظومة.. والغريب أننا جميعا نعرف الأسباب!
ولتقريب الصورة إلى الأذهان، علينا أن نعاين الفارق بين اللاعب المصري، وغيره من الجنسيات التي تعودت على البطولات، وأدمنت الانتصارات.
ترحيل سباحة برازيلية
سباحة برازيلية تجرأت، وكسرت القواعد، بإقدامها على زيارة برج إيفل، فما كان من إدارة البعثة إلا أن قامت بترحيلها إلى بلادها فورا، وقالت في حيثيات القرار: "لقد أتينا إلى باريس من أجل تمثيل بلادنا، لا للفسحة.. إننا هنا نقيم على حساب دافعي الضرائب ومواطني البرازيل".
هذا مثال واحد على الجدية والالتزام، واحترام اسم البلد الذي تمثله البعثة، ومن أمن العقوبة أساء الأدب. فها هي إحدى لاعبات المبارزة المصريات، تسافر وهي حامل في شهرها السابع! أي نوع من الاستهتار هذا؟!
أما لاعبة الملاكمة التي تم استبعادها من المنافسات، بعد زيادة وزنها أثناء الليل 700 جرام كاملة، فهذه فضيحة في ذاتها. ونتساءل: لماذا يسافر كل هذا العدد من اللاعبين؟! وكيف تتحمل ميزانية وزارة الرياضة أو اللجنة الأولمبية (لا أدري على حساب مَنْ سافروا) كل هذه المبالغ الطائلة؟! الكارثة أن النتيجة تكاد تكون صفرية!!
البعثة الأكبر في تاريخ العرب وأفريقيا
بعثة الفراعنة في أولمبياد باريس بلغ تعدادها 148 لاعبًا ولاعبة أساسيين، و16 لاعبًا احتياطيًا، بإجمالي 164 لاعبًا في 22 رياضة، في بعثة هي الأكبر في تاريخ العرب وأفريقيا.
توقع ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية، عدد الميداليات المصرية في باريس، وقال إنها ستتراوح بين 7 إلى 11 ميدالية متنوعة.. لكن خبراء أكدوا أن هذا العدد مستحيل، وعددوا الأسباب..
«مصر لا يوجد بها مقومات إعداد البطل الأوليمبي أو التخطيط له وما يتم يكون بمجهود فردي، حيث يجري الاهتمام باللاعبين بعد فوزهم بالميداليات".. "نراهن على حصول مفاجآت".."بعض الاتحادات الرياضية المصرية باتت طاردة للمواهب"..
"عدم وجود خطة استراتيجية لبناء بطل أولمبي وضعف الإمكانات وراء هروبهم؛ ما يتسبب في خسارة مصر لبطولات مهمة".
انتصارات عشوائية
في دورة طوكيو 2020، حققت مصر 6 ميداليات، منها ذهبية فريال أشرف في الكاراتية، والميدالية الفضية لأحمد الجندي في الخماسي الحديث، و4 ميداليات برونزية عن طريق هداية ملاك لاعبة التايكوندو، وسيف عيسى بطل التايكوندو، ثم محمد إبراهيم كيشو بطل المصارعة، وجيانا فاروق لاعبة الكاراتية.
الخبراء يعتبرون هذا الرقم استثنائيًا بسبب مشاركة مصر في رياضة الكاراتية التي تجيدها، وكان إدراجها في طوكيو استثنائيًا، بينما لم تدرج لعبة الكاراتية في أولمبياد باريس الحالية.
في دورات سابقة، ومسابقات كثيرة، بحت أصواتنا بضرورة التحقيق، وكشف الأسباب الحقيقية للفشل، ومحاسبة المسئولين عنه، دون جدوى، اعتمادا على أن للمصريين ذاكرة أضعف من السمك!
ولله الأمر من قبل ومن بعد!