رئيس التحرير
عصام كامل

قبل ما تحب قدر نفسك

إن قيمة الإنسان في المسيحية تتجاوز كل تصور. فالله خلق الإنسان على صورته وأحبه محبة فادية، مما يجعل الإنسان مميزًا عن باقي المخلوقات والأشياء المادية. "فَخَلَقَ اللهُ الإِنسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ" (تكوين 1: 27). 

خلق الله الإنسان على صورته، مما يمنحه قيمة لا تقدر بثمن، تفوق بكثير قيمة أي مخلوق آخر أو شيء مادي. هذا يعني أن للإنسان كرامة وأهمية خاصة تتجاوز كل الأشياء المادية التي يمكن أن يمتلكها.

 

"لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ، حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." (يوحنا 3: 16).. محبة الله الفادية للإنسان تُظهر قيمة الإنسان الفائقة، حيث قدم الله ابنه الوحيد فداءً للبشرية. هذا الفداء لا يمكن قياسه بأي شيء مادي، لأنه يعبر عن أغلى ما يمكن أن يُقدم.

 

"لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟" (مرقس 8: 36-37) روح الإنسان لا تقدر بثمن، وهي أغلى من كل ممتلكات العالم. هذه الروح هي التي تمنح الإنسان قيمته الحقيقية، وهي أثمن من كل ما يمكن أن يجمعه الإنسان من ثروات.

 

"إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا" (2 كورنثوس 5: 17).. في المسيحية، يُعاد تجديد الإنسان، مما يمنحه قيمة جديدة وأبدية. هذا التجديد يعني أن الإنسان يستطيع أن يبدأ حياة جديدة، مملوءة بالأمل والمعنى، بعيدًا عن قيود الخطيئة والماضي.

 

"فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضًا مَعَهُ" (رومية 8: 17).. كون الإنسان ابنًا لله يجعله وريثًا للملكوت، مما يضفي عليه قيمة لا تقدر بثمن. هذه العلاقة الخاصة بين الله والإنسان تجعله شريكًا في الإرث السماوي، وهو ما يفوق كل ممتلكات الدنيا.

 

"فَإِنَّنَا نَحْنُ عَامِلاَنِ مَعَ اللهِ، وَأَنْتُمْ فَلاَحَةُ اللهِ، بِنَاءُ اللهِ" (1 كورنثوس 3: 9) الإنسان يُعتبر شريكًا في خدمة الله، مما يعزز قيمته وكرامته. الله يستخدم الإنسان كأداة لتحقيق مشيئته على الأرض، مما يمنحه دورًا هامًا ويخدم في خطته الإلهية.

 

"بَلْ شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ أَيْضًا جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ. فَلاَ تَخَافُوا! أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَةٍ!" (لو 12: 7). الله يهتم بكل تفاصيل حياة الإنسان، مما يعكس قيمته العظيمة. هذا الاهتمام الإلهي يبرز مدى أهمية الإنسان في نظر الله، حيث يعتني بكل صغيرة وكبيرة في حياته.

 

"الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ" (يوحنا 3: 36).. الإيمان بالمسيح يمنح الإنسان حياة أبدية، مما يضيف قيمة أبدية للإنسان تتجاوز كل القيم الأرضية. هذه الدعوة للخلود تجعل حياة الإنسان ليست مجرد رحلة قصيرة على الأرض، بل بداية لحياة أبدية مع الله.

 

 

قيمة الإنسان لا تقدر بثمن. هي تتجاوز كل شيء مادي، لأنها مستمدة من خلقه على صورة الله، محبة الله الفادية، واهتمامه الشخصي بكل تفاصيل حياته، ودعوته للخلود. هذا المفهوم المسيحي يجعل الإنسان مركزًا لمحبة الله، مما يضفي عليه قيمة تفوق كل الأشياء لذلك تعد قيمة الإنسان غالية وفي الارتباط والعلاقات علينا ألا نتغافل عن حقيقة غلاوتنا بل نحترمها ونعطيها أهتمامًا.

الجريدة الرسمية