وهذا ما حدث بعد زواج الدب والأوزة
في قرية نائية، حيث تسود العادات والتقاليد، وقع حدث لم يسبق له مثيل: أوزة بيضاء رقيقة، معروفة بجمالها وصوتها الشجي، تزوجت دبًا ضخمًا، مشهورًا بقوته وشراسته. كان هذا الزواج بمثابة صدمة للجميع، فكيف تجمع بين مخلوقين مختلفين تمامًا في الشكل والحجم والسلوك؟
كان الدب يعشق الأوزة منذ نعومة أظفاره، وكان يراقبها من بعيد، معجبًا بجمالها ورشاقتها. أما الأوزة فكانت تشعر بالملل من حياتها الرتيبة، وتبحث عن مغامرة جديدة. فقررت أن تتزوج الدب، رغم اعتراض أهلها وأصدقائها.
أقيم حفل الزفاف في أجواء من الفرح والاحتفال، رغم أن الجميع كان يشعر بالدهشة والحيرة، ارتدت الأوزة فستانًا أبيض طويلًا، وتزينت بأجمل الحلي، بينما كان الدب يرتدي بدلة سوداء ضيقة، تبدو عليه وكأنها قفص حديدي.
حاول الدب أن يرقص، لكنه كان يخطو بخطوات ثقيلة، مما تسبب في تحطيم بعض الأثاث. أما الأوزة، فكانت تحاول أن تتحدث بصوت جهوري كالدب، لكن صوتها الناعم كان يخرج بصعوبة.
بعد الزواج، بدأت المشاكل تظهر تدريجيًا. فالدب كان يحب النوم في العش، بينما كانت الأوزة تفضل السباحة في البركة. وكان الدب يأكل كميات كبيرة من الطعام، بينما كانت الأوزة تتناول كميات قليلة. وكان الدب يحب العزلة، بينما كانت الأوزة تحب الاختلاط بالأوز الأخرى.
أحد أكبر المشاكل التي واجهت الزوجين هي مسألة السكن. فالدب كان يعيش في كهف مظلم وبارد، بينما كانت الأوزة تفضل العيش في عش دافئ ومشمس. حاولا التوصل إلى حل وسط، فقاما ببناء منزل جديد يجمع بين الكهف والعش، ولكن لم ينجح الأمر.
كما واجه الزوجان مشكلة في التواصل. فالدب كان يتحدث بلغة خشنة وقاسية، بينما كانت الأوزة تتحدث بلغة رقيقة وحنونة.
حاول الزوجان جاهدين التكيف مع بعضهما البعض. حاول الدب أن يتعلم الرقص، وحاولت الأوزة أن تأكل العسل. حاولوا تعلم لغات بعضهما البعض، لكن كل محاولاتهما باءت بالفشل. شعر كل منهما بالضيق والحزن، وتساءلا عن سبب اختيارهما لهذا الزواج الغريب.
ومع مرور الوقت، زادت الخلافات بين الزوجين، وتفاقمت المشاكل. فالدب أصبح يشعر بالغيرة من الأوز الأخرى، والأوزة بدأت تشعر بالملل من حياة الزواج. حاول الأصدقاء والأقارب التدخل لحل المشكلة، ولكن دون جدوى.
في النهاية، قرر الزوجان الانفصال.. وكان هذا الأمر بمثابة صدمة للجميع، ولكنهم أدركوا أن هذا الزواج كان مستحيلًا منذ البداية.