رئيس التحرير
عصام كامل

بين صبحي والمتحدة وشياطين الفتنة!

مهما تكن أسباب الخلاف بين الفنان محمد صبحي والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية والذي تدخلت على إثره نقابة المهن التمثيلية لاحتواء الموقف، فسوف يبقى صبحي فنانا قديرا له بصمته الواضحة في أجيال عديدة، بأعمال إبداعية تشتبك مع هموم المجتمع وقضاياه بحس وطنى مثقف يهدف للتنوير وبناء الوعي، قبل الإمتاع وشغل الفراغ أو ترويج التفاهة للجمهور!


وسواء كان الفنان محمد صبحي على حق فيما ذهب إليه حين قال على صفحته الرسمية على فيس بوك إن مسرحيته "عيلة اتعمل لها بلوك" جرى اغتيالها بضرب بنود العقد وأهمها عدم قطع المصنف الفني بإعلانات سوى بين الفصلين؛ وعدم حذف أي كادر أو لقطة ولا جملة ولا إغلاق الصوت إلا بموافقة كتابية من الفنان محمد صبحي..

الذي أكد أن "المتحدة تجاوزت كل الحدود والحقوق واغتالت المسرحية بعدم احترام الجمهور وإعلانه بموعد البث قبلها بأسبوع.. وأن قناة CBC أذاعت المسرحية في أسوأ موعد حتى الرابعة صباحا دون علمه"..

 

أم كانت المتحدة محقة فيما ذهبت إليه حين ردت ببيان رسمي، نفت فيه "بشكل قاطع حذف أي مشاهد، أو مقاطع، أو كتم صوت، أو أي تعديل على المسرحية المذكورة، حيث تم إذاعتها كاملة؛ كما أرسلتها الشركة المنتج، بل وأتهمت محمد صبحي بأن أعماله لا تلقى رواجا أو إقبالا من المشاهدين أو المعلنين، ورغم ذلك استمرت الشركة المتحدة -على حد قولها- في دعم مسرحيات الفنان محمد صبحي.. رغم التحفظات النقدية والجماهيرية، ولم تخذله ماديًا أو مهنيًا".


ولم تكتف الشركة بذلك بل قالت إن صبحي "من قام بمخالفة الاتفاق والتعاقد المبرم مع الشركة.. بتغيير كبير مفاجئ، في نص مسرحيته الأخيرة؛ دون موافقة الشركة وبالمخالفة للعقد، حتى وصل الأمر أن تضمنت المسرحية إيحاءات وألفاظا لا تقبلها القواعد والأكواد الأخلاقية الإعلامية، ولا مواثيق الشرف المهني".


وشددت على حقها في اللجوء إلى القضاء "لاتخاذ كل الإجراءات القانونية، حفاظًا على حقها والعاملين فيها؛ في عدم الرضوخ لضغوط؛ تستهدف الربح غير المستحق، تحت مسمى (القيمة) أيا كان صاحبها".


وحسنا فعلت نقابة المهن التمثيلية حين تدخلت بإصدار بيان عاجل بشأن تلك الأزمة مؤكدة أن النقيب أشرف زكي، اتصل بالرئيس التنفيذي للشركة المتحدة "وشرح له وجهة نظر الفنان الكبير محمد صبحي، وأنه لم يقصد أية إهانة للشركة المتحدة أو لمنتسبيها، واحترامه للشركة ودورها الوطني.. وقد أبدى تفهمه لسوء الفهم"..

 

وفي المقابل وعد رئيس الشركة بإغلاق أي خلاف مع الفنان محمد صبحي لما فيه مصلحة الفن المصري، وأكد دعم الشركة المستمر لكل مبدع وقوى مصر الناعمة".


وفي النهاية اعتبر الفنان محمد صبحي أن ما حدث نجم عن سوء فهم، وأن "تقديم المسرحية دون إعلانات وفي موعد غير المتفق عليه، هو الذي سبب لنا الضيق جميعا"، مؤكدا ضرورة الحرص على صورتنا وصورة وطننا مصر، وأنه ترك للدكتور أشرف أن يتخذ ما يراه وينهي الموضوع.. احتراما للنقابة واحتراما للمتحدة وحتى يظل بيننا الحب كمصريين لا نصنع صراعًا يلهينا عن تقدمنا ورفعة وطننا وريادتنا!


هكذا هو محمد صبحي الراقي حتى في خلافاته، يرى الأمور بمنظور الأولويات الواجبة وينأي بنفسه عن أي صراعات تلهينا عن التقدم ورفعة الوطن.

وليس من مصلحة هذا الوطن تشويه تاريخ فنان قدير بحجم محمد صبحي الذي تنطق اعماله الفنية باحترام الفن واحترام المشاهد والقيم الإنسانية والاجتماعية. النبيلة.  


الفنان المُحترم الكبير محمد صبحي لا أقول الوحيد بل من القلة القليلة علي الساحة الفنية الذي يقدم فنا مُحترما، يحترم به جمهوره، فنا هادفا وممتعا لا تخجل أن تراه مع أسرتك، فقد ظل متمسكا بقيمنا وتراثنا وأخلاقنا التي داسها البعض سعيا للمال والشهرة واسألوا مواسم الفن هنا وهناك.

 


هذا مجرد خلاف عابر كان يمكن أن يمر دون أن يثير كل هذه الضجة لولا تدخل المتصيدين للأخطاء النافخين في نار الخلافات من رواد السوشيال ميديا وبعض الأقلام المغرضة.. وهؤلاء هم وقود الفتنة أينما حلوا.. لا يعنيهم تاريخ ولا قيم ولا رموز ولا قامات ولا فنون وصناعة وجدان أجيال.. هم فقط تحركهم مصالح ضيقة وأهداف مرذولة.. وينسون دائما أن الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها!

الجريدة الرسمية