رئيس التحرير
عصام كامل

هو سؤال واحد عن الثورة وزعيمها ! (2)

تفاعلت أغلب التعليقات علي مقال أول أمس “هو سؤال واحد عن الثورة وزعيمها!” وراحت تذكرنا بواحد أو أكثر من انجازات الستينيات وزعيمها.. رغم أننا لم ننس إنما أخذنا الحوار مع صديقي إلي ما تأسس من مؤسسات الدولة العصرية الحديثة لم تكن قبل تولي أبناء الجيش العظيم أمر البلاد.. من عينة - لمن لم يقرأ المقال- جهاز المخابرات العامة وهيئة الرقابة الادارية وجهاز التنظيم والإدارة وهكذا.

 

ثم استكملنا الحوار مع صديقي الذي دهش وقال: كيف لم أنتبه إلي كل ذلك؟
قلت: لأن جماعة الإخوان مع تحالفها مع قوى أخرى بين من تضرر من الثورة إلي من طردتهم الثورة من صفوفها وتطهرت منهم من عينة جمال حماد لا يتوقفون لحظة -لحظة واحدة- عن الهجوم علي الثورة وزعيمها وهو ما لا يحدث في أي مكان بالعالم!

 
قال: ولكن معلش.. الثورة تسبب في خراب مصر الإقتصادي.. أعتقد إنك لن تنكر ذلك؟!  قلت: الحمد لله أنك أثبت تأثرك بالحملات التي كنا تتحدث عنها قبل ثوان.. والخراب الاقتصادي يحدث عندما يسبقه انتعاش اقتصادي أو يليه.. فلا كنا في ذلك قبله أو بعده بل العكس هو الصحيح.. هذه الثورة التي أسست لنهضة صناعية كبري لم يكن هناك وقتها مثيل في دول العالم الثالث!


قال: يا صديقي كلها مصانع أممت والثورة أكملت عليها بل في بعض الأحيان أفشلتها كما حدث في عمر أفندي وخسائره! 
قلت والضحكة علي المأساة أخفيها بقدر ما تمكنت: عمر افندي وعمر باشا إيه بس.. هذا نصب تاريخي، أن تنتقل من الستينيات إلي عصر مبارك مباشرة.. فحساب الرجل، أي رجل يكون حتي رحيله أو إنتهاء دوره.. 

وعند رحيل عبد الناصر كانت مقرات عمر أفندي أكثر من ثلاثة وسبعين فرعا.. كل فرع ينطح أخوه.. بعد أن كانت ثلاثة أفرع تقريبا عند التأميم! وإذا لم يكن هذا ربحا فما الأرباح؟ فضلا عما وفرته برخص التراب.. عارف التراب؟ أهو برخصه من ملابس ومنقولات وأحذية وسلع معمرة وشبه معمرة لعموم المصريين لنصف قرن!


ثم انطلقت كالأمس: أي مصانع التي خربتها الثورة والبعض يستغبي ويقول في وسائل الإعلام أن صناعة الدواء موجودة في مصر منذ الاربعينيات، وهم يعلمون الفرق بيت الورشة والمصنع وقصة تطور صناعة الدواء روتها الدكتورة ناهد يوسف رحمها الله في كتابها "دواء وعلل".. 

 

وهي شاهدة علي القصة كلها وكيف تحولت الورش إلي إثني عشر شركة دوائية كبري بمصانعها وفرت لمصر وللعرب ولأفريقيا الدواء وعن الصروح التي نعرفها اليوم من شركات سيد والجمهورية والإسكندرية بل والمتحدة للتوزيع! 

 

 

أي صناعات التي خربتها الدولة بعد التأميم؟ وهل منها النصر للسيارات، والحديد والصلب، وسيماف، وكيما أسوان، وترسانة الإسكندرية، ومصانع الوجه القبلي للغزل والنسيج بمصانعها السبعة في الفيوم وبني سويف والمنيا واسيوط وسوهاج وقنا؟! 

وهل منها سماد طلخا، وطنطا للزيوت، والمراجل البخارية، والنصر للتلفزيون، وبنها للالكترونيات، وراكتا للورق، وأبو زعبل للأسمدة، وكافة الصناعات العسكرية؟! هل ده كان موجود أصلا في مصر؟!  لماذا لا ترد يا صديقي.. إنت نمت تاني؟! 
طيب غدا نكمل..

الجريدة الرسمية