روجوا أحلاما واقعية!
عندما أعلنا أننا نسعى لأن نكون مركزا إقليميا للغاز كان لدينا وقتها إنتاجنا من الغاز الذى يكفى استهلاكنا ويفيض لتصدر الفائض.. لكن كيف نكون مركزا إقليميا وعالميا لزيت الطعام، كما يقول مسئول في اتحاد الغرف التجارية، ونحن نستورد أكثر من 90 في المائة من احتياجاتنا من الخارج؟!
أليس من الواقعية أن نتحدث أولا عن زيادة إنتاجنا من الزيت ليغطى على الأقل ربع استهلاكنا، ثم ثلث استهلاكنا، وبعدها نصف استهلاكنا، وعندما يتجاوز إنتاجنا نصف استهلاكنا نفكر في أن نكون مركزا إقليميا وعالميا لزيت الطعام؟!
إننا منذ عقود طويلة مضت ونحن نتحدث عن زيادة إنتاجنا من القمح ليصل إلى ثلاثة أرباع استهلاكنا، ولم نصل إلى ذلك، ومازلنا نعتمد على القمح المستورد لتغطية النسبة الأكبر من استهلاكنا.. ألا يجعلنا ذلك نتواضع قليلا في أحلامنا الوردية خاصة إذا كانت هذه الأحلام تحتاج جهدا وسنوات من العمل المنتظم والمستدام والمخطط.
لا مصادرة بالطبع على حق أحد في أن يحلم ويفرط في أحلامه.. ولكن يتعين ألا نتجاهل الواقع ونحن نحلم.. ويتعين للحالمين أن يراعوا الواقع.. واقعنا وواقع الإقليم والعالم ويدركون وقائعه وتحدياته.. أما الحديث عن الاستفادة من عقوبات الغرب على روسيا، فعلى من يتحدث بذلك أن يدرك أن هذه العقوبات لم تمنع روسيا من تصدير الغاز المسال والإرتقاء بعلاقاتها الاقتصادية مع دول الشرق.
إن أى مسئول حكومى أو في القطاع الخاص يجب أن يتحلى بالمسئولية، وهو يتحدث للناس حتى يصدقه الناس أو حتى يجد آذانا صاغية من الناس لحديثه!