تجار الصين ودم ترامب!
بينما انشغل المحللون بمن سيستفيد ومن سيخسر من محاولة اغتيال ترامب، فإن تجار الصين بدأوا في الاستفادة فعلا، حينما باعوا تيشترات عليها صور ترامب الرئيس الأمريكى الذى تمت محاولة اغتياله، وهم يتوقعون إقبالا كبيرا عليها داخل السوق الصينى.. ولعلهم سيفكرون في تصدير هذه التيشرتات إلى أمريكا حيث يوجد مؤيدون كثيرون لترامب ومتحمسون لإعادة انتخابه رئيسا لأمريكا مرة أخرى!
وما فعله تجار الصين يتسق إما مع النهج الذى اتخذته الدولة الصينية منذ عقود، وهو بناء قوتها الاقتصادية بدأب وجلد حتى صارت الآن هى القوة الاقتصادية الثانية في العالم كله، وفي سبيلها لتكون القوة الاقتصادية الأولى في غضون السنوات القليلة المقبلة.
إن تجار الصين لم يهتموا بأن ترامب يعادي بلدهم بشدة، واعتبرها حينما تولى الرئاسة في أمريكا العدو الأول لبلاده، وسارعوا إلى الاستفادة من حادث محاولة اغتياله ، وتحقيق أكبر المكاسب منه واستثماره جيدا لحصد الأرباح.. وهذه العقلية هى التى بنت للصين واقتصادها القوى المستمر في الصعود رغم محاولات أمريكا تعطيله وكبح جماح صعوده المستمر الذى لا يتوقف!
لقد بدأت الصين بناء اقتصادها بانتشال نحو نصف مليار صيني من تحت خط الفقر الذى كانوا يعيشون فيه، ثم باجتذاب الاستثمارات الأجنبية، ومحاكاة التكنولوجيا الأمريكية حتى تفوقوا فيها حتى على الأمريكان.. حتى الأموال الساخنة صارت الصين هى الدولة الأكثر جذبا لها في العالم.
لذلك عندما اشتكى العالم بشدة من تداعيات جائحة كورونا عالجت الصين سريعا تداعيات الجائحة على اقتصادها، ولم تعان من التضخم الذى نشب في الاقتصاد العالمى.. والتجربة الصينية فيها ما يستحق أن نستلهمه.