نتنياهو في أيامه الأخيرة
سبق أن قدم الرئيس الأمريكى جو بايدن مقترحا لوقف الحرب فى غزة، والذى يتضمن ثلاث مراحل تنتهى بتنفيذ خطة إعادة إعمار شامل لغزة وضمان مصر وقطر عدم استئناف حماس أي عمليات عسكرية ضد الصهاينة.. بديهى أن الحركة على استعداد كامل للتعامل بإيجابية مع أي مقترح يتضمن وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل من القطاع وإعادة الإعمار وعودة النازحين وتبادل الأسرى والرهائن..
ولكن المقاومة الفلسطينية تستهجن ضغوط واشنطن وحلفاء الصهاينة عليها لقبول اقتراح بايدن بشأن غزة على اعتبار أن الحركة هى التى تعوق التوصل إلى اتفاق، بينما الصهاينة هم الذين يراوغون فى الموافقة..
ونرى سموتريتش وزير الأمن القومى الصهيونى وبن غفير وزير المالية وأتباعهم يهددون الصهيونى الأكبر نتنياهو حال موافقته على مقترح بايدن بأنهما سيقومان بإسقاط الحكومة باعتبار أن موافقة نتنياهو بمنزلة هزيمة للصهاينة، لأن أهداف الحرب لم تتحقق، سواء من حيث القضاء على حماس أو إعادة الرهائن..
الأمريكان لغة واحدة فى تحميل الحركة إعاقة إبرام اتفاق على المبادئ التى أعلنها بايدن، بينما الحقيقة عكس ذلك تماما لأن الصهاينة يريدونها دمارا وخرابا واستمرارا لجرائم الحرب والتطهير العرقى وتدمير كل مناحى الحياة على مرأى ومسمع العالم كله، متحصنين بالأمريكان الذين أعلنوا على الملأ عدم الاعتراف بالمحكمة الجنائية الدولية وقراراتها.
قولا واحدا التعنت وعرقلة أي اتفاق بشأن وقف الحرب يأتى من الجانب الصهيونى برغم الجهود التى تبذل من جانب الوسطاء في مصر وقطر للوصول إلى اتفاق من شأنه وقف نزيف الدماء لأن اليمين المتطرف يهدد ويتوعد نتنياهو حال وضع هذه الصفقة محل التنفيذ، بينما أهالى الأسرى يؤكدون أنه حال تراجع الحكومة عن الصفقة سيكون حكمها بالإعدام على الرهائن وأزمة ثقة مع الوسطاء..
الصهاينة يريدونها خرابا ودمارا ولكنهم لن ينجحوا في تحقيق النصر على المقاومة مهما طال الوقت وتقديم تضحيات آلاف الشهداء والجرحى.. على العموم أهداف الصهاينة تبخرت وذهبت مع الرياح، ولم يبق سوى السير قدما نحو حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.