رئيس التحرير
عصام كامل

عيد الرسل الأطهار

تحتفل كنيستنا اليوم الجمعة الموافق 5 أبيب 1740 للشهداء 12 يوليو 2024م بعيد آبائنا الرسل الأطهار، وفيه استشهد كل من القديس بطرس الرسول من الآباء الرسل الاثني عشر والقديس بولس الرسول الذى يحتسب مع الآباء الرسل السبعين.


لذلك في هذا العيد المبارك الذي لآبائنا الرسل: أتقدم لكم جميعًا بأخلص التهانى القلبية طالبًا لكم من الله في هذا العيد كل بركة وخير وتقدم ولكنيستنا المقدسة ولوطننا العزيز مصر قيادةً وشعبًا وللعالم أجمع.
 

نتكلم في هذا العيد عن التلمذة للمسيح. لذلك كل مَن قبل الإيمان بالمسيح وتعمد على اسم الثالوث القدوس وتبع المسيح  فيُحتسب تلميذًا له، إن كان يحمل درجة أو رتبة كهنوتية أو من جماعة المؤمنين.
 

شروط التلمذة للمسيح 

كل مَن أراد أن يكون تلميذًا للمسيح بالعمل والحق إن كان يحمل درجة ورتبة كهنوتية أو لا يحمل إن كان راهبًا أو راهبة مكرسًا أو مكرسة رجلًا أو امرأة متزوجًا أو أعزب  شابًا أو شابة يجب أن يراعى هذه الشروط التي نذكرها الواحدة بعد الأخرى. وفى مقدمة شروط التلمذة للمسيح والإيمان به.
 

وذلك بصفته الرب والفادى والمخلص ومانح الحياة بكل أنواعها والديان في نفس الوقت لذلك أمر رسله الأطهار بالكرازة بالإيمان للناس فمَن قَبِلَ منهم الإيمان المسيحى صار تلميذًا للمسيح ومَن رفضه يُدان: (اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها " من آمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يُدَن) (مر 16: 15، 16).


والإيمان الذى نقصده ويعطى التلمذة للإنسان هو الإيمان المُسَلَّم من الرب للآباء الرسل وسلموه للكنيسة وليس الإيمان الطائفى المشوه ولذلك يوصينا القديس يهوذا الرسول في رسالته قائلًا: (اجتهدوا لأجل الإيمان المُسَلَّم مرة للقديسين) (يهوذا: 3).


لذلك الذى له إيمان وليس له أعمال صالحة، يحتاج أن يقدم توبة صادقة ويرجع إلى الله بدون  تأخير.
كذلك من شروط التلمذة للمسيح المعمودية على اسم الثالوث القدوس. وهذا يتضح من وصية المسيح لتلاميذه قبل أن يذهبوا للكرازة بالإيمان المسيحى قائلًا لهم (اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس) (مت 28: 19).

 

ومع ذلك تتطلب التلمذة للمسيح الاعتراف به وذلك بواسطة العمل والحق في الخفاء والظاهر أمام الجميع. من جانب آخر اشترط الرب شرطًا لقبول تلمذتنا عليه وهو شرط محبة الله أولًا  ومحبة الناس ثانيًا.


فمن جهة محبة الله أوصى الكتاب بأن يحب الإنسان: (الرب إلهه من كل قلبه ومن كل نفسه ومن كل فكره) (مت 22: 27). ويجب أن تكون محبة الإنسان لله، ليست محبة نظرية، بدون أعمال صالحة، بل يجب أن تكون محبة مقترنة بأفعال حسنة بالعمل والحق، كما قال القديس يوحنا الرسول: (لا نحب بالكلام، ولا باللسان، بل بالعمل والحق) (1 يو 3: 18).


أما من جهة محبة الإنسان لأخيه الإنسان، بغض النظر عن جنسه وجنسيته، وديانته ومذهبه ولونه، قال الرب: (تحب قريبك كنفسك) ( لا 19: 18 ) ومحبة الإنسان لأخيه الإنسان يجب أن تقترن بالأفعال الحسنة لا بالأقوال والشعارات، لذلك الرب طالب الإنسان قائلًا: (تحب قريبك كنفسك) وذلك في كل شيء.

 

لا يفوتنا أن نذكر بأن من الشروط الهامة في التلمذة للمسيح حياة التوبة والرجوع إليه والاستمرارية في ذلك. لذلك مَن يسلك في حياة التوبة الحقيقية والاعتراف ويكون بالحقيقة تلميذًا لله، وذلك بتوبته واعترافه ورجوعه إليه عاملًا بوصية الرب القائلة: (توبوا وارجعوا، لتمحى خطاياكم، لكى تأتى أوقات الفرج  من وجه الرب) ( أع 3: 19).

 

وفى قائمة شروط التلمذة على الرب اشترط على الإنسان المسيحى بأن ينكر نفسه أو ذاته ويحمل صليبه ويتبع المسيح. ولذا يقول الرب للجميع: (مَن أراد أن يأتي ورائى فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعنى) (مر 8: 34).


لا يفوتنى أن أذكر، بأن التلمذة للرب، تقتضى الأمانة والإخلاص، والبذل والتضحية لأجله. وختامًا في التلمذة للرب تشترط على الإنسان الروحى بأن حياته الروحية تبدأ معه وتستمر حتى النفس الأخير من حياته. لأن حياة التلمذة الحقيقية للرب يجب أن تستمر طوال حياة الإنسان ويتدرب فيها الإنسان على قانونه الروحى وفى تداريبه الروحية لاقتناء الفضائل للوصول إلى الكمال المسيحى المطالب به كل إنسان. 

 


أما إن توقفت تلمذة الإنسان على الرب، وذلك بسبب المشغوليات أو الإهمال أو الخطية أو لأسباب أخرى، قد يتمكن الإنسان من رجوعه إلى الله مرة أخرى وإلى التلمذة عليه عملًا بوصية الرب القائلة: (الذى ابتدأ فيكم عملًا صالحًا يكمل إلى يوم يسوع المسيح) (في 1: 6).
كل عام وجميعكم بخير وصحة وسلام.

الجريدة الرسمية