عيد دخول السيد المسيح أرض مصر وأهميته
تحتفل كنيستنا القبطية الأرثوذكسية فى هذا اليوم الموافق 24 بشنس 1740ش الأول يونيو 2024م بعيد دخول السيد المسيح أرض مصر. لذلك سوف نتكلم عن: عيد دخول السيد المسيح أرض مصر، وأهميته. وهذا العيد يُعَد أحد الأعياد السيدية الصغرى، وذلك وسط بقية أعيادنا المسيحية. بالتالى لهذا العيد مكانة كبيرة لدى كنيستنا بصفة عامة وللدولة المصرية بصفة خاصة.
وبناءً عليه أتقدم بأخلص التهانى القلبية لشعبنا القبطى ولكل المصريين قيادةً وشعبًا بهذا العيد المقدس المبارك والوطنى فى نفس الوقت. طالبًا من الله أن يكون هذا العيد سبب بركة وخير وتقدم وسلام لبلدنا العزيز مصر ولكنيستنا القبطية ولمنطقة الشرق الأوسط وللعالم أجمع.
أولًا، من هم الذين رافقوا السيد المسيح في عيد دخوله أرض مصر:
الذين رافقوا السيد المسيح فى عيد دخوله أرض مصر هم ثلاثة أفراد وفى مقدمتهم السيدة العذراء مريم ويوسف البار أو النجار وسالومى.
وفى بداية المصادر التى تتكلم عن دخول المسيح أرض مصر هو ما جاء فى إنجيل القديس متى الرسول. لذلك أمر الملاك يوسف قائلًا له: (قم خذ الصبى وأمه واهرب إلى أرض مصر وكن هناك حتى أقول لك لأن هيرودس مزمع أن يطلب نفس الصبى ليهلكه. فقام وأخذ الصبى وأمه ليلًا وانصرف إلى مصر) (مت2: 13 – 14). وهناك عدة مصادر تاريخية تثبت بأن القديسة سالومى كانت مرافقة للسيدة العذراء والطفل يسوع ويوسف النجار في رحلة دخول المسيح أرض مصر.
ثانيًا، ننتقل إلى ما جاء في الكتاب المقدس عن دخول المسيح أرض مصر ورجوعه إلى أرض إسرائيل: وفى مقدمة ذلك أنبا إشعياء النبى عن دخول المسيح أرض مصر على ذراعى أمه العذراء مريم. وأنبا هذا النبى هذه النبوة قبل أن يتجسد المسيح بحوالى سبعمائة وأربعين عامًا كما ذكرت بعض المراجع التاريخية.
وإليك هذه النبوة وما جاء فيها: (وحى من جهة مصرهوذا الرب راكبٌ على سحابة سريعة وقادمٌ إلى أرض مصر فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها) (إش 19: 1).. وكما أنبأ الكتاب، عن دخول المسيح أرض مصر، ومعه بقية العائلة المقدسة أنبأ كذلك عن رجوعه من أرض مصر إلى أرض إسرائيل.
وعن هذه النبوة أنبأ هوشع النبى بقوله: (من مصر دعوت ابنى) (هو 11: 1). وتحقيقًا لهذه النبوءة بعد انتهاء زيارة المسيح لأرض مصر ومعه بقية العائلة المقدسة أمر ملاك الرب يوسف البار قائلًا له: (قم خذ الصبى وأمه واذهب إلى أرض إسرائيل.. فقام وأخذ الصبى وأمه وجاء إلى أرض إسرائيل) (مت 2: 20– 21). فتعد رحلة العائلة المقدسة ذهابًا وإيابًا مدتها تقترب من أربعة أعوام تقريبًا.
ثالثًا، ننتقل إلى جانب هام وهو ما الذى ترتب على عيد دخول المسيح أرض مصر: وفى مقدمة ما ترتب على عيد دخول المسيح أرض مصر التصديق على صحة وسلامة كل ما جاء فى الكتاب المقدس.
وكذلك ترتب على دخول المسيح أرض مصر تحقيق النبوة التى تشير إلى دخول الإيمان المسيحى أرض مصر وتأسيس الكنيسة القبطية على أرضها. وهذا ما نراه واضحًا وجليًا فى أكثر من نبوءة لإشعياء النبى وفى مقدمتها يقول يكون مذبح للرب فى وسط أرض مصر: (في ذلك اليوم يكون مذبحٌ للرب في وسط أرض مصر وعمود للرب عند تخمها. فيكون علامةً وشهادةً لرب الجنود في أرض مصر). (إش 19: 19، 20).
ولا ننسى أن نشير بأن إشعياء النبى أنبأ بأن بسبب دخول المسيح أرض مصر وقبول المصريين الإيمان المسيحى ومعايشتهم له وتمسكهم به وعدهم الرب بالبركة التى تقول: (مباركٌ شعبي مصر) (إش 19: 25).
أختم حديثى، بجانب أخير ترتب على عيد دخول المسيح أرض مصر وهو البركة والخير والحفظ والأمان لمصر ولشعبها.. مبارك شعبى مصر