رئيس التحرير
عصام كامل

عيد الصعود المجيد

بنعمة ربنا سوف تحتفل كنيستنا غدا الخميس  الموافق 6 بؤونة 1740 للشهداء 13 يونيو 2024م بعيد صعود السيد المسيح جسديًا  إلى سماء السموات. لذلك أتقدم لكم بأخلص التهانى القلبية بمناسبة هذا العيد  الذى هو أحد الأعياد السيدية الكبرى. طالبًا من الله أن يكون هذا العيد سبب بركة وخير وتقدم  لنا جميعًا ولبلدنا العزيز مصر ولكنيستنا المقدسة وللعالم أجمع.


صعود المسيـح جسديًا إلى السماء في اليوم الأربعين لقيامته تحقيقًا للنبوءات
 

أنبأ الكتاب المقدس بعهديه عن صعود السيد المسيح جسديًا إلى سماء السماوات في اليوم الأربعين لقيامته من بين الأموات. وقولنا عن صعود السيد المسيح تحقيقًا للنبوءات لا نقصد به نبوءات العهد القديم فقط، بل أيضًا نبوءات العهد الجديد.
 

إذن صعود المسيح إلى السماء لم يحدث بمحض الصدفة أو حادث عارض بل تم لتحقيق نبوءات الكتاب المقدس التى أشارت إليه. وإليك ما يثبت ذلك من شهادة العهد القديم، وفى مقدمتها، شهادة سفر المزامير.
 

قال النبى: (طأطأ السماوات ونزل، وضباب تحت رجليه. ركب على كاروب وطار، وهف على أجنحة الرياح) (مز 18: 9، 10). ويقصد النبى من قوله: (طأطأ السماوات ونزل) أى أخلى ذاته كإله وتجسد، كما ذكر الرسول: (عظيم هو سر التقوى، الله ظهر فى الجسد) (1 تى 3: 16).


أما عن تكملة قوله: (ركب على كاروب وطار) أى صعد محمولًا على كاروب بصفته خالقًا لطغمة الكاروبيم. فمن هنا نفهم أن المسيح الذى تجسد هو نفسه الذى صعد إلى السماء. وفى وقت صعوده إلى السماء، كان مصحوبًا بالملائكة، وهم يهتفون له بالأبواق ويرتلون، نظرًا لما تممه من خطة إلهية خاصة بالفداء والخلاص والقيامة من الأموات.. إلخ.


ويتضح لنا هذا، من قوله: (صعد الله بهتاف، الرب بصوت البوق. رتلوا لإلهنا رتلوا، رتلوا لملكنا رتلوا) (مز 47: 5، 6). كما أنه فى موضع آخر من سفر المزامير، شهد داود النبى بصعود الرب قائلًا: (قال الرب لربى، اجلس عن يمينى حتى  أضع أعداءك موطئًا لقدميك) (مز 110: 1). أما عن جلوس المسيح عن يمين الآب: (اجلس عن يمينى) لا تعنى أن هناك ربين، بل رب واحد فقط لا غير، ولا تعنى أن الله الآب محدود ولا تعنى أن عن يمينه مكانًا فارغًا جلس فيه الله الابن، بل تعنى مساواة المسيح للآب فى كل شئ.
 

وكما شهد العهد القديم لصعود المسيح إلى السماء، شهد كذلك العهد الجديد. وفى مستهل هذه الشهادة، شهادة الأناجيل الثلاثة.. شهد الإنجيليون متى ومرقس ولوقا، عن صعود المسيح، وذلك من خلال إجابة المسيح لتلاميذ يوحنا المعمدان، عن سؤال وهو: (لماذا نصوم نحن والفريسيون كثيرًا، وأما تلاميذك فلا يصومون؟ فقال لهم يسوع: هل يستطيع بنو العرس أن ينوحوا مادام العريس معهم ولكن ستأتى أيام حين يُرفع العريس عنهم، فحينئذ يصومون) (مت 9: 14، 15)، (مر 2: 18 – 20)،( لو 5: 33- 35). 

 

 

وقوله: (حين يُرفع العريس عنهم) تكشف عن علمه بصعوده إلى السماء. ليعطنا الرب أن نكون من الأبرار، لكى يصعدنا معه، ويعطينا نصيبًا فى ملكوته: (لا يفنى ولايتدنس ولا يضمحل) (1 بط 1: 4).
وكل عام وأنتم بخير.

الجريدة الرسمية