رئيس التحرير
عصام كامل

معالي الوزير نسخة 2024!

بات من المفهوم أن رئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولي لا يميل إلى مؤاخذة الدكتور وزير التعليم محمد عبد اللطيف فيما تردد حول درجة الدكتوراه الوهمية، والمنسوب إليه أنه اشتراها أونلاين من موقع بيع الدرجات العلمية العليا، يسمى جامعة كارديف سيتي، بعشرة آلاف دولار.

 

والمعروف أن أحد المحامين أقام دعوى قضائية ضد الوزير المنسوب إليه التزوير في أحد مسوغات القبول به وزيرا في منصب رفيع وفي وزارة تربوية حساسة تمس صورته ومكانته وصدقيته، في عيون ملايين الطلبة وأولياء الأمور. والمعروف أن أحد السادة النواب كان تقدم بطلب أيضا لمساءلة الوزير المنسوب إليه عدم ذكر الحقيقة في تقديم نفسه للدولة.


وفى المؤتمر الصحفى الأخير، لرئيس الحكومة، فوجئ الرأي العام بتصريح دفاعى غريب استبق به رئيس الحكومة طلبات التحقيق والتحقق مما نسب إلى وزير متهم لدى الرأي العام بالتزوير. فقد تبنى الدكتور مدبولي نظرية مش مهم!


قال ليس مهما الحصول على درجة الدكتوراه، وإنما المهم أن ينجز الوزير المهام المكلف بها والتصور الذي طرحه لحل مشكلات التعليم وهو صاحب رؤية وفاهم الملف.. بالفعل ملف التعليم، ومعه الصحة، من أعقد الملفات التى تهم بيوت عشرات الملايين من المصريين، بل يجوع المصرى ويضيق على نفسه لكي يربي أولاده ويعلمهم.


ونحن نتفق مع الدكتور رئيس الحكومة أن الدكتوراه ليست شرطا للانجاز، ولا لشغل منصب رفيع في الحكومة، أو أي جهة عليا، فهناك مقومات أخرى منها الشرف والعلم والوطنية والاستقامة والقدرة على التنفيذ، والقبول العام وكفاءة التواصل والحس السياسي..


وما ان خرج تصريح الدكتور مصطفى مدبولي بأن الدكتوراه ليست مهمة بل الأهم الانجاز حتى تعجب الرأي العام، وانقسم الناس بعد فترة الاستغراب، ففريق قال الأهم أن الوزير ادعى ولم يقل الحقيقة، فكيف سيربي أولادنا، وقد نسوا أن التربية لم تعد من مسميات واختصاصات الوزارة..

على أيامنا كان إسمها وزارة التربية والتعليم. عاب الناس على رئيس الحكومة غض الطرف عن الخداع في تعريف المكلف بمؤهلاته، وقدم نفسه بوصفه حاصلا على أعلى الدرجات العلمية من الولايات المتحدة الاميركية، رغم أنه خبير جيد في التعليم.


القضية ليست أن الشهادة الرفيعة ليست شرطا، القضية هى عدم قول الحقيقة، والخداع، والاستمرار في المنصب رغم أن هذا الفعل لو وقع، يسوق الفاعل للمحاكمة لو جرى في البلد المنسوب إليها الدكتوراه!


وما أغنى الدولة عن هذا اللغط، ففى البلد كفاءات تربوية وادارية على أعلى مستوى.. ولا نميل إلى المجاراة مع الفريق الذي يردد نغمة أعطوه فرصة لعله ينجز طفرة ؛ فهو إدارى ضليع في مدارسهم الخاصة، وهو يعرف كيف يحل مشكلات التكدس، والمناهج.


على أية حال، كنت أربأ بالسيد رئيس الحكومة الذي أحمل له تقديرا كبيرا لأنه رجل انجاز بالفعل، أن يتبرع بالدفاع عن وزير حوله شبهات تمس نزاهته ومصداقيته.. من اجل هذا نتطلع لسرعة البت في استمرار الوزير من عدمه!

 


لقد أدي اليمين الدستورية أمام السيد رئيس الجمهورية وقدم للناس بإسم السيد الدكتور فلان الفلاني.. فهل قال الحقيقة، وهو يعلم أنها ليست كذلك؟ ليس مهما الدكتوراه، المهم أن ينجز.
منطق محتاج منطق!

الجريدة الرسمية